توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل نثق فى الأمريكان؟!

  مصر اليوم -

هل نثق فى الأمريكان

عماد الدين أديب

هل يمكن الوثوق بالوعود الأمريكية لأى نظام فى دول العالم الثالث؟ فى ظل نظام عالمى سابق كانت الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دوراً رئيسياً فى مجلس إدارة العالم الذى يطلب الجميع وده، ويسعى الكل إلى كسب رضائه، ويشعر زعماء الدول بأن رضاء واشنطن عنهم هو أكبر وأهم ضمانة لبقاء أنظمتهم. لم يعد ذلك الوهم قائماً عقب فقدان الولايات المتحدة مكانتها وانكفاء قيادتها على أزماتها الداخلية، بدءاً من الاقتصاد إلى العقارات إلى الصحة إلى الانقسام الحاد داخل مجلسى الشيوخ والنواب. وأمس الأول، كشفت الوثائق الحكومية البريطانية، التى يتم الكشف عنها دورياً، أن العاهل الأردنى الملك حسين قد أعلن أمام وفد بريطانى فى مقابلة خاصة عقب سقوط نظام شاه إيران «أن هناك عناصر أمريكية هى التى (هندست) قيام الثورة الإيرانية وكانت السبب الرئيسى فى سقوط نظام الشاه». وقالت الوثائق إن الملك حسين كان يعتقد أن الأمريكيين قد توصلوا إلى نتيجة أن إيجاد نظام دينى متطرف فى حكم إيران قد يقف عائقاً أمام المد الشيوعى للاتحاد السوفيتى وقتها. ويتضح من رؤية الملك حسين -وهو ثعلب السياسة العربية المخضرم- أن الأمريكيين يضحّون بأى من حلفائهم مهما كانت درجة الارتباط العضوى بهم. وبالعودة إلى ملفات تلك الحقبة سوف نكتشف أن الرئيس الأمريكى جيمى كارتر قال تكريماً لضيفه الشاه خلال آخر زيارة له لواشنطن: «إن بلادكم هى نموذج رائع للتنمية وللنظام العصرى»، وأضاف: «الولايات المتحدة تعتبركم صديقاً تاريخياً لها». هذا الصديق التاريخى أرسلت له واشنطن أثناء الثورة أحد جنرالاتها من كبار رجال الأمن القومى الأمريكى كى ينصح الشاه بضرورة سرعة المغادرة لإجازة طويلة مفتوحة خارج إيران. ومات الشاه ودفن فى مصر ولم ترَ عيناه بلاده منذ أن تركها فى إجازة طويلة بدأها برحلة من طهران إلى أسوان. والدرس التاريخى المستفاد من هذه التجربة السياسية أن الأمريكيين يتمتعون بانتهازية سياسية لا تقوم على أى مواقف مبدئية، كما أنهم يتميزون بجهالة سياسية فى فهم قوانين الفعل ورد الفعل لدى دول منطقة الشرق الأوسط. أثبتت واشنطن فى تعاملها مع ملف الشاه أنها لا تعرف الفارق بين حكم المدنيين وحكم رجال الدين، ولا تعرف أهداف ثورة شعبية يحركها فكر شيعى متطرف، ولا تدرك أنها إذا أرادت مواجهة السوفيت من باب، فهى قد فتحت ألف باب وباب من أبواب جهنم فى منطقة الخليج. وها هى واشنطن ترتكب الخطأ التاريخى ذاته فى رهانها على التطرف السنى الذى تقوده جماعة الإخوان بجناح عسكرى من «القاعدة» وبتمويل قطرى تركى. من لا يتعلم من التاريخ فهو هالك لا محالة عاجلاً أو آجلاً. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نثق فى الأمريكان هل نثق فى الأمريكان



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon