عماد الدين أديب
من الواضح أن تنظيم جماعة الإخوان يواجه أقوى ضربة متكاملة منذ عهد حسن البنا.
عادة، كانت الضربات غير كاملة، بمعنى أنها كانت أحياناً ضربة أمنية، وأحياناً أخرى تطبيقا قانونيا بإصدار حكم بحق نشاط الجماعة أو ضربة سياسية بحرمانها من الترشح لدوائر أو تزوير نتائج انتخابات تشارك بها.
الآن نحن أمام الآتى:
1- حكم قضائى بمنع نشاط الجمعية والجماعة.
2- قرار مجلس وزراء باعتبارها جماعة إرهابية.
3- قرار وزارة التضامن الاجتماعى بتجميد ورقابة أرصدة جمعياتها.
4- قيام وزارة الأوقاف بإلزام كل المساجد والزوايا البالغة 150 ألف مسجد وزاوية باتباع إدارة الوزارة فى الخطب والدروس.
5- قيام النيابة العامة بمصادرة أموال قيادات الجماعة وتجميد نشاطها المالى والاقتصادى.
إذن نحن أمام مواجهة قانونية وسياسية ومالية ودعوية وتنظيمية وإدارية.
إنها المواجهة المتكاملة والتضييق الكلى الهادف إلى تصفية الوجود المالى والقانونى والدعوى للجماعة.
الشىء الذى أغفلته هذه الإجراءات هو معالجة ضحايا الجماعة من الشباب الذين هم على استعداد لتقديم حياتهم فداء لفكر وتوجهات المرشد ومكتب الإرشاد ورموز الجماعة.
إن ضحايا هذه المنظمة وقعوا فى براثن فكرية تقول إن الجماعة هى الإسلام الصحيح وإن من ينتمى إليها ينتمى إلى الإسلام الحق.
ويؤمن هؤلاء بأن الجماعة أكبر من الوطن، والتنظيم الدولى أهم من الدولة المصرية.
لذلك يتعين على من يدير معركة مواجهة الإخوان فى الدولة المصرية وفى النظام الجديد أن يدرك أن المواجهة الفكرية وإنقاذ شباب الجماعة من عملية الاختطاف الفكرى هى الفريضة الغائبة والإجراء الناقص فى إجراءات المواجهة.
الانتماء لجماعة الإخوان فكرة ودعوة وإيمان، والرد عليه لا يكفى فقط بضرب شبكة المصالح، لكن أيضاً بمواجهة الفكرة والدعوة بأفكار إصلاحية وتصحيحية للخزعبلات الإخوانية.
الفكرة يرد عليها بفكرة مضادة.
نقلاً عن "الوطن"