توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يمكن قوله فى بيان الإخوان

  مصر اليوم -

ما يمكن قوله فى بيان الإخوان

وائل عبد الفتاح

1- ليس أصعب من ضياع الطاقة والقوة عند هذا الصراع القاتل، المرير بين طرفين كليهما لا يتورع عن حرق أى شىء فى سبيل السلطة، أو بالتحديد أن يحكمنا، ويحولنا إلى قطيع نغنى له، أو بقيادته.. وإذا رفضنا فإننا نعاقب بالضرب، والسجن، والتعذيب، والقتل. 2- هكذا فإن الإخوان ليسوا فصيلا سياسيا يعانى من اضطهاد سلطة قديمة، أو قوات تبحث عن عدو ومعركة، لكنها فاشية منافسة تحارب من أجل البقاء فى حلبة المنافسة. 3- إنها حرب كلما تعلق الجمهور المذعور بطرف فيها، خسر جزءا من روحه، وأمانه، وشعر أنه قزم بين ديناصورين.. كليهما يؤجل قرار موته إذا لم يستسلم له أو لم يسِر فى دربه. 4 الآن إعلان الحرب على الإرهاب فكرة تنتمى إلى البروباجندا أكثر من أى شىء آخر، سواء عند مبتكرها الفاشل جورج بوش الصغير، أو عند تركيبة 30 يونيو التى يبدو أنها باقة منتقاة من الفشل الذى نعيشه منذ أكثر من 60 سنة، فشل لا ينظر إلى نفسه، لكن كلما وصلت أزمته إلى ذروة استطاع ببراعة وخبرة مذهلة تصدير الأزمة إلى خارجه. 5- لهذا فإنه من الطبيعى أن يخسر كل طرف فى التركيبة الحاكمة مهارته القديمة، إن كانت لديه مهارة، ليكون فى المستوى الركيك الملائم لباقة الفشل، كلهم داخل صندوق الخبرات الديناصورية، يمضغون نفس الطرق القديمة، ويلوكون نفس الكلمات، ويخرجون من الصندوق بحلول فى عمقها هى نفس الحلول المستهلكة. 6- ولهذا فإنه من الطبيعى أن يكون ردّ الإخوان على قرار إعلانهم جماعة إرهابية من الصندوق، لكنهم وبسبب الإنهاك لم يعد ممكنًا استخدام صناديقهم من الابتسامات السمجة، أو الحيل البهلوانية، لم يعد لديهم سوى صندوق النفايات، فخرجت منهم كل قمامة العنصرية والطائفية والتحريض على الكراهية والتأسيس للحروب الأهلية.. كل هذا فى بيان الرد على مصادرة أموال الجمعيات. 7- وهذا يؤكد أن الإخوان ليست جماعة سياسية، وإن كانت لها خبرة فى كيفية الوجود بالسياسة فى المجال لعام، هذه الخبرة تستخدمها لتلغى السياسة، وهكذا فإنها ومع كل التجارب من الحياة فى ظلت الأنظمة المستبدة وإلى الوصول إلى أعلى مركز فى السلطة، والعودة مرة أخرى إلى المطاردة، كل هذا لم يعلم الجماعة السياسة، لكنه منحها بجاحة القدرة على تحويل «الشعور بالاضطهاد» إلى مبرر ارتكاب جرائم من النوع الموجود فى البيان. 8- الجماعة قالت فى بيانها: «.. بعد هذه الحملة الشعواء على الجمعيات الخيرية الإسلامية انفتح الباب على مصراعيه أمام المنظمات التبشيرية التنصيرية لإخراج فقراء المسلمين من دينهم..». 9- وهذه جريمة لا تحاسب عليها، بينما تشن عليها الحروب على أشياء اقل بكثير، أو بسبب جرائم أقل جُرمًا من نشر المناخ الطائفى، وتأسيس مجتمع الطوائف. 10- الإخوان يعتبرون أن الحرب عليهم حرب على الإسلام، وليس أمامهم فى تلك الحرب إلا إيقاظ المشاعر السوداء التى ربتها الجماعة وكل تيار انتظر الخلافة. 11- هذا التيار يلعب منذ تكون الإخوان فى 1928 على انتظار الخلافة باعتبارها مصدر قوة ونهضة المسلمين.. وليست مجرد أسلوب حكم انقرض كما انقرض حكم الكنيسة فى أوروبا مثلا. 12- جماعات انتظار الخلافة.. لا تعمل إلا فى ظل مجتمع الطوائف، أو صراع المظلوميات على اعتبار أن الإسلام غريب فى هذه البلاد، وأن المسلمين مظلومون.. يتعرضون للمؤامرات.. ذلك التفسير المزيف للأزمات التى لا ترى الواقع لكنها تحوله إلى مبرر للحشد خلف هذه الجماعات وأمراء الإرهاب فيها. 13- الإرهاب اختيار هذه الجماعة من الإخوان حتى أنصار بيت المقدس.. الخلاف بينهم فى طريقة العمل، لكنهم جميعا يعتمدون تربية ترى أن قتل الآخرين جهاد، فهم ليسوا أفرادا يسعون إلى حياة سعيدة لكنهم مشاريع شهداء. 14- هذا الانحطاط لا تواجهه الدولة، بل ترعاه، أو تستثمره، أو تستفيد من وجوده، رغم أنه جريمة دائمة، لكنها عندما تحتاج إلى معركة فإنها تختار الفوران والهوجات التى لا يحاسبها فيه أحد، هكذا عشنا طوارئ 30 عاما فى حكم مبارك، خوفا من الإسلاميين الذين كانت الدولة ترعاهم تربيهم فى حدائقها الخلفية. 15- «الدولة» هنا التى أرادت الثورة إنقاذها من الفساد والاستبداد، تتصور أنها يمكن أن تتخلص من الثورة بحشد المجتمع ضد الإخوان.. أى تتحول الثورة على الإخوان، أو على سكان الحديقة الخلفية الذين استدعتهم الدولة من خلال المجلس العسكرى لفرملة التغيير. 16- هذه هى الأزمة لأن الدولة التى تستغل شعور الناس بالرعب من الإخوان لتكرس سلطتها، أو لتعيد إنتاج نموذجها القديم، أو تفتح الأبواب أمام الخبراء الفاشلين من الأجهزة الأمنية القديمة، أو فرق التطبيل والببغاوات على الشاشات الأمنية.. باختصار تحويل الأمر إلى «سباق انتخابى» يبعد فيه الإخوان عن المنافسة.. وهذا وضع كارثى. 17- لأن الإخوان سيعتبرونها محنة وتمر، وينشرون خطابهم الطائفى ليكون قاعدة عودتهم، أو إعادة إحياء تنظيم دمره خيرت الشاطر وإخوانه.. الفارق الأساسى عن المرات السابقة أن هذه تأتى بعد تجربة فى الحكم.. لكنها ستنسى إذا عادت الدولة إلى عادتها القديمة. 18- الإخوان وتنظيمات انتظار الخلافة تتغذى على فشل الدولة.. وإغلاقها للمجال السياسى. 19- لهذا اختار الإخوان من صناديقهم أسودها وأكثرها انحطاطا وسفالة.. علّها تكون شفرة إنقاذهم من المحنة التى لن تكون نهايتهم إذا نجحت عملية اختطاف «الدولة» بالكامل. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يمكن قوله فى بيان الإخوان ما يمكن قوله فى بيان الإخوان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon