عماد الدين أديب
جريمة تفجير مديرية أمن الدقهلية هى جزء من خطة الترويع الإخوانى التى ينتظر أن تتصاعد وتيرتها كلما اقتربنا من موعد الاستفتاء يوم 14 يناير المقبل.
هدف العملية يتلخص فى 3 أهداف رئيسية:
الأول: ترويع الجمهور العادى، أى «حزب الكنبة»، الذى كان يمثل الكتلة الأعظم التى خرجت فى 30 يونيو الماضى، بحيث يبقى هؤلاء فى منازلهم يومى التصويت، وبالتالى تكون نسبة الحضور ضئيلة، ونسبة التصويت بـ«نعم» محدودة.
الثانى: إظهار حالة عدم الاستقرار فى مصر، بحيث يتعمق هذا الأمر أمام الرأى العام العالمى، تحديداً فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
الثالث: توجيه ضربة انتقامية ضد أجهزة الأمن التى نجحت فى تحجيم نشاط جماعة الإخوان وأنصارها، ونجحت فى القبض على الغالبية العظمى من قيادات هذا التنظيم، ومحاولة إظهارها بموقف الضعيف، فى الوقت الذى تستعيد فيه أجهزة الأمن الوطنى عافيتها فى شئون المعلومات والبحث والتعقب.
وحينما كتبنا فى هذه الزاوية منذ أسابيع مقالاً بعنوان «الترويع القادم»، سألنى أحد الزملاء عن سر هذه التخوفات، ونصحنى بأنه لا يجب بث الذعر فى قلوب الناس.
والقصة ببساطة أن عقل التنظيمات التى تؤمن بالعنف أصبح مثل الكتاب المفتوح، أى لها «كتالوج» تقليدى يتكرر بشكل تلقائى كلما دخلوا فى أى صراع أو وصلوا إلى حافة أى أزمة سياسية أو مواجهة أمنية.
وكتالوج هذه التنظيمات يقول إنه كلما خشيت هذه القيادات من اقتراب أى هزيمة سياسية، وعجزت عن مقارعة الحجة بالحجة المضادة، واكتشفت أن غالبية الرأى العام يقف فى معسكر مضاد لها سعت إلى مسلسل الشائعات، والفتنة، والترويع وتعطيل مسارات الحياة اليومية للمواطنين.
الهدف الأول الآن على أجندة مكتب إرشاد الجماعة وتنظيماتها الأمنية هو إفشال مسألة التصويت على الدستور الجديد وترويع الغالبية من القوى غير المسيسة من النزول إلى اللجان من أجل ممارسة حقهم فى التصويت.
هذا هو رهانهم، فماذا يجب أن يكون رهاننا؟
رهان غالبية مجموع الشعب المصرى الصبور هو الإصرار على النزول وعدم الاستجابة للابتزاز والتخويف والإرهاب والترويع.
نقلاً عن "الوطن"