توقيت القاهرة المحلي 08:26:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أزمة الإخوان الجماهيرية

  مصر اليوم -

أزمة الإخوان الجماهيرية

عماد الدين أديب

نتائج انتخابات نقابة الأطباء ذات أهمية كبرى للمحلل السياسى المحايد الذى يسعى إلى إيجاد وسيلة قياس علمى كمى لشعبية جماعة الإخوان المسلمين عقب أحداث ثورة 30 يونيو. وجاءت الانتخابات الخاصة بنقابة الأطباء، التى كانت حكراً على مرشحى الإخوان وتحت سيطرتهم على مدار 28 عاماً مضت، كمؤشر لانخفاض شعبية وتدهور سمعة جماعة الإخوان على المستوى الشعبى للأغلبية غير المسيسة التى كانت تدعم الإخوان وتعتبر بمثابة العنصر الحاسم فى فوزهم. كان الإخوان يفوزون فى أية انتخابات ليس بالصوت الانتخابى وحده ولكن من خلال المحبين والمتعاطفين والكتلة الأغلب، وهى كتلة البسطاء غير المسيسين. الكتلة غير المسيسة فى أى مستوى انتخابى كانت تعطى صوتها لمرشح الإخوان -ببساطة- لأنه «راجل سنى طيب وبتاع ربنا» ولأنه «جاد ونظيف» ومختلف عن مرشح الدولة «المترهل الفاسد». وجاءت أحداث ما بعد ثورة 30 يونيو لتظهر الوجه القبيح المؤيد للعنف المسلح فى الشوارع والميادين والمؤدى إلى وقف أرزاق البلاد والعباد وتعطيل أى تقدم حقيقى لهذا الشعب الصبور. وبناء على دراسات أخيرة من أكثر من باحث متخصص فى شئون الإخوان، فإنه يتردد أن الجماعة التى كانت تحظى بعضوية قرابة الـ400 ألف عضو عامل منتظم من دافعى الاشتراكات قد فقدت مائة ألف منهم، أى 25٪ من أعضائها. والأخطر من فقدان الجماعة لهذا العدد من الأعضاء الدائمين هو فقدان المساندة والتعاطف الشعبى لملايين البسطاء غير المسيسين الذين تأكدوا أن سلوك الجماعة يهدف إلى الوصول إلى الحكم بأى ثمن وأى تكاليف دموية، كما يبعدهم عن كونهم «ناس طيبين بتوع ربنا». وخسارة مرشحى الجماعة فى نقابة الأطباء وفقدهم لـ11 مقعداً من مجموع 12 مقعداً أفسد عليهم معركة الانتخابات هو مؤشر كمى له دلالات مقلقة لقيادات الجماعة التى اجتمعت أمس الأول حتى ساعة متأخرة لبحث موقفها النهائى من مسألة المشاركة فى الاستفتاء المقبل على مشروع الدستور الجديد. والجماعة الآن فى موقف لا تحسد عليه فهى خاسرة فى كل الاتجاهات، وستدفع ثمناً باهظاً، مهما اتخذت من قرارات فى هذا المجال. فهى إن قررت المشاركة فهى ستشارك فى دستور لا تعترف بشرعيته وفى انتخابات لنظام فاقد للشرعية، من وجهة نظرها، وسوف تحتكم إلى سلطة تشكك فى نزاهتها. أما إذا قررت الجماعة المقاطعة وعدم المشاركة، فهى سوف تترك الساحة خالية لأنصار التصويت «بنعم» بشكل ساحق مع خلو النتائج من نسبة قوية من المعارضين. وإذا قررت عدم المشاركة ولكن محاولة تعطيل التصويت والتظاهر والاحتجاج أمام اللجان فهى سوف تكون قد أكملت مشروعها الانتحارى الذى يدل على «غباء سياسى» شديد لأنها سوف تصطدم مع ملايين المصريين الذين يريدون ممارسة حقهم فى التصويت بشكل آمن ونزيه. العناد السياسى أقصر طريق نحو الغباء السياسى والفشل فى تحقيق الأهداف. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الإخوان الجماهيرية أزمة الإخوان الجماهيرية



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon