عماد الدين أديب
رغم حجم مشاكلنا وتحدياتنا الداخلية الحالية، فإننا لا يجب أن ننكفئ على الذات ونهمل الكثير مما يدور حولنا فى المنطقة.
كل ما يحدث حولنا له تأثيرات وتداعيات مباشرة أو غير مباشرة على أمننا الداخلى وأمننا القومى.
أحد هذه المستجدات هو البيان الختامى لقمة دول مجلس التعاون الخليجى فى الكويت.
فى هذا البيان، جاءت إشارات واضحة لاتفاق دول القمة الست حول 3 قضايا إقليمية، هى: الوضع فى سوريا، الموقف من إيران، الأوضاع فى مصر.
وفيما يختص بالوضع فى مصر فإن دول المجلس اتفقت على احترام خيارات الشعب المصرى ورفض أى تدخل فى شئونه، وهى إشارة واضحة إلى دعم زعماء دول مجلس التعاون لنظام ثورة 30 يونيو.
وبالطبع فإن من ضمن الدول الموقعة على هذا البيان تأتى دولة قطر وأميرها الأمير تميم، ويعتبر ذلك بمثابة أول إشارة سياسية من الدوحة لقبول المطلب السعودى - الإماراتى - الكويتى من الأمير تميم بضرورة مساندة قطر لنظام ثورة 30 يونيو انسجاماً مع الموقف الجماعى لدول مجلس التعاون.
وقيل إن هناك وعداً من الأمير تميم شفهياً وآخر مكتوباً لخادم الحرمين الشريفين بإحداث تغيير حقيقى فى الموقف القطرى خلال 6 أشهر.
وفى هذا المجال فإن هناك مدرستين فى التحليل:
المدرسة الأولى شديدة الإيجابية، وتقوم على افتراض أن الأمير تميم ورث نظاماً سياسياً يقوم من ضمن عناصره على دعم جماعة الإخوان المسلمين وله ارتباطات دولية وتعهدات فى هذا المجال، وأنه لا بد من وجود بعض الوقت لإيجاد مخرج مناسب من هذه العلاقة.
ويقول أنصار هذا الاتجاه: إن مسألة دعم الإخوان لها علاقة بالتيارات الدينية المحافظة التى تسهم فى التركيبة القبلية الداعمة للنظام.
أما المدرسة الثانية فهى شديدة التفكير التآمرى، وترى أن طلب مهلة الـ6 أشهر هو مجرد عملية شراء وقت من قِبل الدوحة لحين التأكد من أن النظام الجديد قادر على فرض وجوده واختبار قدرة الإخوان على تغيير أو هز النظام الجديد.
ويقول أنصار هذه المدرسة من التفكير: إن «الجزيرة» مستمرة فى تسخين المعارضة ضد النظام فى مصر ودعم الإخوان بالحق والباطل.
ويؤكد أنصار هذا الاتجاه أن الدوحة سوف تراهن على الإخوان، سواء كانوا الفريق الفائز أو الخاسر، وأن الارتباط مع التنظيم الدولى هو جزء من مسئوليات قطر وتركيا أمام الإدارة الأمريكية.
ورأيى المتواضع أننا بنظرة موضوعية ومحايدة لا يمكن لنا أن نقوم بالحكم على النوايا الحسنة أو الشريرة ولكن علينا أن نحكم على الأقوال المدعومة بالأفعال.
وإذا كانت المسألة 6 أشهر لكى يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتطفو الحقيقة على سطح الجزيرة، فنحن -بإذن الله- سوف ننتظر!
نقلاً عن "الوطن"