توقيت القاهرة المحلي 08:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فهم حركة المصالح

  مصر اليوم -

فهم حركة المصالح

عماد الدين أديب

لم يتوقف الإعلام المصرى بالقدر الكافى أمام زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى الهند من ناحية المعنى والمغزى والنتائج. ماذا تعنى زيارة وزير خارجية مصر إلى دولة كبرى مثل الهند؟ نحن نتحدث عن الدولة الأكثر صعوداً فى التنمية الاقتصادية فى آسيا، وأكثر دولة ذات عدد مصوتين بشكل ديمقراطى فى العالم، والدولة الرابعة دولياً من ناحية السيولة النقدية، وصاحبة أكبر نادٍ للتكنولوجيا فى آسيا، ومقر لأهم ألف شركة عملاقة فى العالم. نحن نتحدث عن دولة صاحبة دور بشرى بالغ الأهمية فى منطقة الخليج العربى، وهى صاحبة العمالة الصناعية الوافدة فى مصر بالدرجة الأولى. نحن نتحدث عن الدولة التى شاركت مصر ويوغوسلافيا خلال عهد «عبدالناصر» فى تأسيس منظومة عدم الانحياز، واستطاعت أن تضرب نموذجاً فى التنمية المستقلة والسياسية القائمة على احترام السيادة الوطنية. والدرس الهندى الذى يجب أن نتعلمه هو أن الهند استطاعت أن تحول الزيادة السكانية المطردة من مشكلة إلى ميزة نسبية، ومن عائق ضد التنمية إلى مؤشر للتقدم والتطور. ولا بد دائماً أن نتعلم من الهند أن لها أطول طابور بشرى يقف للإدلاء بصوته بالملايين فى ظل انتخابات ديمقراطية. ولا بد أن نعترف أننا أهملنا الهند لسنوات طويلة وعشنا طويلاً أسرى علاقة أبدية بعاصمة دولة واحدة، هى واشنطن. وظل هذا «الرهان الأعرج» يؤثر بشكل سلبى للغاية على استقلالية القرار المصرى. زيارة نبيل فهمى إلى الهند هى خطوة فى اتجاه تصحيح سياسة مصر الخارجية، ليس من قبل ترميم الجسور مع الماضى، ولكن أيضاً لبناء المستقبل مع شريك استراتيجى يطل برأسه لكى يدير شئون العالم بعد ربع قرن آتٍ. ولا بد لرموز النخبة المصرية أن يخرجوا من نفق الرهان على العاصمة الواحدة مثل واشنطن أو موسكو. نحن بحاجة ماسة إلى طرق كل الأبواب من الشمال للجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، دون حساسية ودون تفاؤل، بحثاً عن تحقيق المصلحة الوطنية للبلاد والعباد، دون خوف أو خجل. ومصلحة مصر تتحقق بفصل السياسة عن البيزنس، بل إنها تقوم على المصلحة الحقيقية، والسياسة الناجحة هى التى تأتى بعائد اقتصادى وتجارى وعلمى وثقافى يقوم على تبادل المنافع بين مصر وجميع دول العالم. اتفق العالم على أن «ترمومتر» السياسة الخارجية الناجح هو عدد وحجم الاتفاقات التجارية الدولية التى تستطيع دولة ما أن تحققها من خلال نشاطها الدبلوماسى. وأعتقد أننا أصبحنا نفهم هذه اللغة، ونحن أمام مرحلة ذكية فى الدبلوماسية المصرية تقوم على حركة المصالح. "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فهم حركة المصالح فهم حركة المصالح



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon