عماد الدين أديب
لن نعرف بالضبط, من المسئول عن انتحار الزرافة «روكى» فى حديقة حيوان الجيزة!
والاحتمال الأغلب أن تقرير لجنة الطب البيطرى، التى تم تشكيلها مؤخراً لمعرفة أسباب «وفاة الزرافة»، هو أنها كانت تعانى من أزمة نفسية حادة منذ عهد الرئيس الدكتور محمد مرسى وأنها انتحرت بعدما اكتشفت أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لن تحققا لها الرعاية التى كانت تحلم بها ولن تحققا لها «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».
المهم أن المسئولية -دائماً- لن تكون على أى إدارة حكومية ولكن «عامة للغاية وفضفاضة بشكل لا نهائى ومبنية للمجهول».
من هنا سيكون انتحار الزرافة مبنياً للمجهول، مثل قطار دهشور، وطائرة نيويورك التابعة لمصر للطيران، وهزيمة المنتخب الوطنى أمام غانا 6 مقابل واحد، واغتيال جنود الجيش الأبرار بعد إفطار رمضان منذ عام، وسقوط أحجار الدويقة على المواطنين الغلابة أو حتى هزيمة 1967!
كل تقارير اللجان تأتى فى نهاية الأمر دون تحديد علمى وقانونى وصريح وواضح للإجابة عن السؤال العظيم: مَن فعلها؟
مَن الجانى فى أن الأمية التعليمية فوق 45٪ من معدل السكان؟ ومن الجانى أن طالبة جامعية لا تعرف الشهر الذى قامت فيه حرب «أكتوبر» 1973؟! ومن الجانى فى أن إنتاجية العامل المصرى اليومية يبلغ متوسطها 27 دقيقة؟! ومن الجانى فى أن منتخب مصر لكرة القدم لم يدخل كأس العالم منذ 24 عاماً؟ ومن الجانى فى أن نصف الريف المصرى لم تصله مياه الشرب النظيفة والكهرباء؟ ومن الجانى لاستمرار تصاعد حزام فقر العشوائيات حول القاهرة الكبرى؟ ومن الجانى فى استمرار ذهاب دعم الغذاء والطاقة إلى غير مستحقيه؟
إننا نسأل دائماً ولا نجد الإجابة الصريحة العادلة عن اسم وهوية الجهة والأشخاص المسئولين عن أكبر كوارثنا اليومية. وإذا سألنا من الجانى فى دخول ميليشيا «حماس» لمصر؟ ومن الجانى فى إعلان 3 إمارات إسلامية فى سيناء؟ ومن الجانى عن بيزنس الأنفاق منذ أكثر من 15 عاماً متصلة؟ ومن الجانى عن انتشار تنظيم القاعدة فى مصر؟ فإن الإجابة تؤدى إلى اتهام صاحبها أو أصحابها بتهمة الخيانة العظمى.
لذلك كله، فإن الزرافة قد انتحرت، هذا هو التفسير الأسهل مصرياً.
نقلاً عن "الوطن"