توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحلة البحث عن كنز التمساح العجوز «2»

  مصر اليوم -

رحلة البحث عن كنز التمساح العجوز «2»

وائل عبد الفتاح

لم يسمع السويسريون ردود الفعل التى وصلتنى على إعادة فتح ملف أموال مبارك وعصابته. اليأس وحده يفسر تعليقات من نوع: «…أنتم لسه فاكرين»، أو «الفلوس راحت وموش راجعة..»، أو «أنتم تحرثون فى المحيط الأطلنطى»… والسذاجة وحدها خلف آراء تتصور نفسها حكيمة وخبيرة وهى ترى أنه: «..ماذا تفعل مليارات مبارك أمام ما تحتاجه مصر الآن…؟». هى السذاجة ذاتها التى جعلت سائق التاكسى ممثلًا لملايين من المصريين يحسب نصيبه من كنز مبارك المختفى فى دهاليز البنوك السويسرية. اليأس والسذاجة هما التعبير السلبى عن أهم نقطة فى ملف أموال مبارك: لماذا لا نستطيع استعادة أموالنا التى سرقها الديكتاتور رغم سقوطه بثورة شعبية وانهيار قدرته على التحكم فى الأوراق أو فى حماية الشبكة التى كان يستخدمها فى تهريب الأموال أو غسلها أو تحويلها إلى كنز مدفون فى بحيرة البنوك السرية؟ هل هذا مجرد عجز فى النظام القانونى؟ أم أن الملف تم استخدامه بمنطق الدعاية السياسية ليدغدغ مشاعر المنتظرين لنصيبهم فى الكنز؟ الرحلة إلى سويسرا كشفت لنا عدة مؤشرات: 1- الجهات القضائية فى مصر غير مؤهلة ولا مدربة لتتبع مسار الثروات المنهوبة. 2- «تتبع..» مسار هذه الأموال عملية لها قواعد علمية فى بناء ملف القضية (أى كتابة التحقيقات وإعداد الوثائق المطلوبة بدقة..). 3- تعدد جهات التحقيق ما بين (النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع والرقابة الإدارية..) يربك الطرف السويسرى الذى لا يفهم لماذا تحقق جهتان فى ملف واحد؟ وهنا سنكتشف أن فتح ملف أموال مبارك لا يتعلق فقط بحجم الأموال الموجودة فى سويسرا/ ولكنه يتعلق بما سيفعله اكتمال الملف مثل: 1- تطوير نظام قضائى فى مصر يمكنه من منع تكرار النهب. 2- التعاون مع البنوك السويسرية سيغلق الأنفاق التى كانت تهرب عبرها الأموال. 3- (والأهم) هو تفكيك الشبكة التى استخدمها مبارك وعصابته لتتغير طبيعة الأموال أو لتدخل متاهة يصعب من خلالها الربط بين جريمة النهب/ والأموال المنهوبة/ وهى عمليات معقدة تتم عبر مغاسل الأموال القذرة من جهة أو استخدام أشخاص/ سماسرة لتغيير ملامح وطبيعة هذه الأموال ليصعب التعرف عليها. بمعنى واضح.. فإنه عندما يسرق ديكتاتور مثل مبارك أو أحد من العصابة الحاكمة/ المستفيدة من نفوذها وقوانينها فإنها تحتاج إلى: 1- نفوذ وقوة سياسية/ وفساد برعاية أعلى رأس فى السلطة تحمى جريمة النهب وربما تعمى الأبصار عنها أو تخرس جهات التحقيق حولها. 2- بنوك تقبل بأن تكون خزائن المال القذر أو تكتفى بالاطمئنان إلى «تستيف الأوراق» لتخلى مسؤوليته. 3- شبكة تتحرك عبرها الأموال فى مسارات لإخفاء الملامح. العنصر الأول هنا فى القاهرة. والثانى فى سويسرا التى كات الصورة الذهنية عنها أنها «جنة الأموال» السرية وهى الآن موضة قديمة أمام الجنات الجديدة.. أما العنصر الثالث فهو شخصيات تعيش بين القاهرة وعواصم أخرى، ومهمتها «تبييض المال الأسود». ولن يتم التغيير أو يتحقق مستقبل سعيد إلا بكسر هذه الحلقة.. التى من أجلها تحتل الشعوب وتقهر.. … وفى الرحلة حكايات أخرى. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة البحث عن كنز التمساح العجوز «2» رحلة البحث عن كنز التمساح العجوز «2»



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon