عماد الدين أديب
بينما كنت أقلب وأتقلب بين قنوات التليفزيون أمس الأول، الموافق الأول من ديسمبر، توقفت بين قناتين، إحداهما قناة «أبوظبى الفضائية» والثانية كانت «الفضائية المصرية».
فى ذات اللحظة وذات اليوم، كانت قناة «أبوظبى» تحتفل بعيد الاستقلال وعيد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية، بينما كانت «الفضائية المصرية» تنقل مسألة التصويت على مسودة الدستور الجديد، بينما كانت الشاشة منقسمة تنقل لنا المعارك الدائرة فى ميدان التحرير وميدان طلعت حرب.
دولة تحتفل بتوحدها، ودولة أخرى تعيش مخاطر تفتُّت الدولة!
دولة لا تتحدث كثيراً فى السياسة لكنها نجحت فى نقل النجاح الاقتصادى والاجتماعى، مقابل دولة أخرى تحولت ليل نهار لحالة من الهيستريا فى الأيديولوجيات والسياسات دون أن تنجز مشروعاً يفتح طاقة عمل إضافية لشعبها الصبور.
نحن أمام دولة تحتفل بأنها حصلت، عن جدارة، على إقامة معرض المعارض الدولية وهو «الإكسبو» عام 2020 كى يكون فى دبى، بينما نحن نقدم للعالم معارض «رابعة» و«النهضة» و«طلعت حرب».
مدرسة من التفكير التى أسسها الشيخ زايد بن نهيان على الكلام المحدود والفعل الكبير، مقابل مدرسة تؤمن بالكلام ثم الكلام ثم الكلام دون الإنجاز.
وقد يقول لى قائل إن المقارنة بين مصر والإمارات هى مقارنة ظالمة، فأرد وأقول: نعم هى ظالمة للإمارات وليس لمصر، لأنه يوم تأسيس الدولة فى الإمارات كانت مجموعة إمارات صحراوية تقوم على نظام قبلى، بينما كانت مصر دولة عمرها أكثر من 5 آلاف عام!
ما الخط الذى يجعلنا نعيش فى الدائرة المفرغة والحالة العدمية من عدم الإنجاز بينما العالم من حولنا يحقق إنجازات؟
ما الذى يجعل المغرب يوقع اتفاقيات تجارية فى الأسبوع الماضى مع السعودية بما يتجاوز 4٫5 مليار دولار أمريكى بينما نحن لا نجد داخل ملفاتنا مشروعات جاهزة للمستثمرين من الإمارات والسعودية الذين يطرحون علينا ليل نهار السؤال الكبير: ما الذى تريدونه بالضبط منا؟ كيف يمكن لنا أن نساعدكم؟ ما المشروعات المطروحة للاستثمار من جانبكم؟
للأسف، لا يسمعون إجابات محددة، ويتم إدخالهم فى كهوف البيروقراطية المصرية المليئة بالتردد والخوف والفساد.
نحن بحاجة إلى الاستيقاظ من الغيبوبة الطويلة التى نحياها منذ أكثر من نصف قرن.
ويبدو أن أصوات الملايين الهادرة فى «30 يونيو» لم توقظ بعض النيام!
الوطن