توقيت القاهرة المحلي 13:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبث وجنون!

  مصر اليوم -

عبث وجنون

عماد الدين أديب

مصر بلد العجائب، فهو البلد الأكثر عبثية ولا معقولية فى مواقف نخبته السياسية! نحن أصحاب النخبة التى تتظاهر من أجل حدوث الشىء، ثم تتظاهر ضده عند الاستجابة إليه! نحن الشىء ونقيضه، نحن الذين نعزل الحاكم ثم نبكى على أيامه، ونطالب بنزول الجيش ونصرخ ليل نهار «لماذا لا يتحركون؟»، ثم إذا ما حصل واستجاب لنا اتهمناه بأنه يسعى إلى القيام بانقلاب عسكرى! نحن نريد السلام مع إسرائيل، لكننا نعلن ليل نهار أننا نكرهها، ونريد المجتمع الاستهلاكى بكل سلعه وخدماته، لكننا نرفض سلوكيات الطبقات القادرة حينما تمارس حقها فى الاستمتاع بها، نحن نريد رأس المال لكن فى ظل اشتراكية الدولة، نحن نريد أجور الدولة منتظمة ولكن بوصفها «إتاوة» و«حق مكتسب» ليساعدنا على وظائفنا الخاصة! نحن نشتكى من عدم استقرار الأمن فى الشارع المصرى منذ ثورة 25 يناير 2011، لكننا ضد قانون الطوارئ، وقانون الإرهاب، وحظر التجول، ثم حينما ألغينا كل هذه القوانين وأصدرنا قانون تنظيم التظاهر رفضناه. نحن الشعب الوحيد فى العالم الذى رفض الحصول على إذن -بمقتضى القانون- للتظاهر ضد قانون التظاهر! من حقنا أن نرفض كل أو بعض بنود أى قانون ونسعى لتعديلها أو تغييرها، ولكن يجب أن يتم ذلك وفق 3 شروط: 1- أن يتم فى سلمية. 2- أن يتم وفق الالتزام بالقانون. 3- أن يتم بوعى سياسى للصورة الكاملة التى تعايشها البلاد. رفض أى قانون لا يعنى خرق القانون! نحن نعيش حالة عدمية تتخذ من الشرعية الثورية مبرراً كى ترفض أى شىء وكل شىء وتعطى لنفسها نوعاً من الحصانة والقداسة التى تعلو كل القوانين وكل السلطات. هذا الوضع شديد الخطورة ويهدد أى إنجاز وطنى أو أى محاولة جادة للتقدم بالبلاد خطوة إلى الأمام بالفشل الشديد. نحن فى مفترق طرق شديد الحساسية والخطورة ويحتاج منا تجاوز منطق «التعالى السياسى» ومنطق تصفية كل أنواع الثأر السياسى بين كافة القوى السياسية المتصارعة. إن كل إنجازات ثورتى 25 يناير و30 يونيو ستصبح فى مهب الريح إذا استمر هذا العبث فى التفكير العدمى المدمر. الناس زهقت من حالة الاحتجاج اللانهائية، والغضب المزمن والرفض الدائم لكل شىء وأى شىء. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبث وجنون عبث وجنون



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon