توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا ترتعش الأيادى؟

  مصر اليوم -

لماذا ترتعش الأيادى

وائل عبد الفتاح

أبحث عن الأيدى المرتعشة.. فى كل مكان حول السلطة.. إنهم يعجزون عن مواجهة الفساد والغطرسة وكل أشكال الانحطاط السياسى والإنسانى.. لماذا ترتعش الأيادى فى مواجهة هؤلاء؟ 1- لا المتغطرسون ولا الذين يتصورون أن الشعب المصرى «لازم يمشى بالجزمة».. عند هؤلاء ترتعش الأيادى.. تُصاب بالشلل فى مواجهة هذه السلالة من وحوش السلطة التى أطلقتهم على الشعب يصيبونه بالرعب، ليسعدوا هم بافتراس البلد قطعة قطعة.. لماذا ترتعش الأيادى أمام طائفة «الجزمة» المتباهية بنفسها إلى درجة تقنين ضرب الناس بنفسها؟ 2- المنفوخون بالسلطة ويتصورون أن هيبتهم هى القانون.. يحوّلون عبور الناس الطرق فى الليل إلى مأسأة يومية/يطبق القانون حين يريد أن يكدّرك/ويستخدم كل سلطاته فى تحويلك فجأة إلى فأر صغير/ابحثوا عنهم فى الكمائن، إنهم يحولونها من وسائل لحفظ الأمن إلى مصائد للتسلية واستعراض ذواتهم الناقصة أو تعويض هذا النقص بتكدير عباد الله العابرين/وإلا لماذا تنجح كمائن الأمن فى شعور الناس بالقهر ولا تحقّق الأمن؟ فكّروا مرة فى من السبب؟ ولماذا لا يمكنكم الحفاظ على الأمن؟ بدلًا من التفكير فى مزيد من السلطات وتغليظ العقوبات.. فكّروا إذا كانت إرادتكم تحقيق الأمن.. لا قهر الشعب مقابل أمن وهمى.. لماذا ترتعش الأيادى فى مواجهة محترفى الاستعراض فى الكمائن؟ 3- القتلة بالملابس المدنية/الذين قتلوا الثوار فى مختلف مراحلها/قتلوا حتى باسم الإخوان الذين يطاردونهم اليوم فى كل مكان/ومن أجل حماية أنفسهم من القتل يضغطون لتتحول الشرطة أو تعود قاهرة للشعب، وهذا ما لن يحدث بعد ليلة الهروب الكبير فى 28 يناير/لكن سيحدث مزيد من الاحتقان/والتصور بأن السلطة تحمى القاتلين باسمها وتضعهم فوق القانون، وهم يحوّلون الأجهزة الأمنية إلى مخابئ محصنة بالقوانين/لماذا ترتعش الأيادى إذن فى مواجهة مَن يقودونها إلى الكارثة؟ 4- المرتشون من موظفى الدولة الذين يحوّلون القانون إلى سبوبة/يلوّحون بها قبل فتح الأدراج أو الجيوب أمام الرشاوى/الإتاوات التى تحوّل الدولة إلى قناص/قرصان، يجمع الجبايات خارج القانون/ويرتب الناس حسب قدراتهم على دفع الإتاوات.. لماذا ترتعش الأيادى أمام القراصنة فى المصالح الحكومية؟ 5- المخبرون فى أدوارهم المختلفة/الصحفى والمحامى والمذيع والباحث وضيف البرامج/تلك القبيلة التى تسمى شعبيًّا «الأمنجية»، وهى قبيلة مميزة فعليًّا وتحتل أماكن ومواقع مهمة فى البلد/قاطعة الطرق على المستحقين للفرص فى إهدار متواصل للعدالة وسيطرة محكمة على المنافذ لعدم وصول الكفاءات أو المواهب إلا مَن يملك مرونة الدخول فى دورات تدريبية على «كيف تكون مخبرًا ناجحًا..؟».. لماذا ترتعش الأيادى فى مواجهة الجراد الذى يقضى على كل كفاءة يمكنها أن تجد مكانًا فعالًا فى هذه البلد؟ ■ ■ ■ هذه نماذج فقط من عصابات ترتعش الأيادى فى مواجهتها/رغم أنها أكبر خطرًا على الدولة/هم القوارض الذين التهموا الدولة 30 سنة أيام مبارك/ويعودون اليوم فى ظل غيبوبة جماعية/بسبب الإخوان/ليحتلوا أماكنهم من جديد/والمدهش أن الدولة التى سقطت بسببهم، مرة تتركهم وأياديها مرتعشة/وتحت ابتزاز متواصل من جمهور القوارض والقطاعات المستفيدة منها/فإن تظهر فى برنامج أو تعمل فى صحيفة مخبرًا أو تتصل بضابط ليسهّل لك الحصول على رخصة أو تقضى ساعات تسلية مع صديقك فى الكمين أو تضمن فرصة من فيض الأموال التى تغرق المجال السياسى ليطفو على مياهها الفاسدة مرشحون أو حالمون بالفرصة السياسية/كل هذا وبمنطق الأنانية المفرطة أهم من بناء دولة جديدة/أو حتى ترميم دولة قديمة/والإفراط فى الأنانية لا عقل له، إنها غريزة تلتهم صاحبها، تمنعه من إدراك أنه يدمّر المعبد كله فوق رأسه ورؤوس الجميع/ولكم فى خيرت الشاطر عبرة لمن لديه خمس دقائق ليفكّر قبل أن ينعم بالدخول فى قطيع يصفّق للأيدى المرتعشة. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا ترتعش الأيادى لماذا ترتعش الأيادى



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon