توقيت القاهرة المحلي 09:29:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ظاهرة الضحية المذنب!

  مصر اليوم -

ظاهرة الضحية المذنب

عماد الدين أديب

حادث قطار دهشور يطرح السؤال الأزلى التقليدى كلما وقعت كارثة قائمة على الإهمال الجسيم فى مصر المحروسة وهو: «من هو المسئول الحقيقى عن الحادث؟». فى حوادث القطارات دائماً تبرز الأسئلة التقليدية: 1- هل المذنب هو سائق القطار؟ 2- هل المذنب هو عامل المزلقان؟ 3- هل المذنب هو عامل التحويلة؟ 4- هل المذنب هو رئيس قسم تشغيل القطارات؟ 5- هل المذنب هو مسئول الصيانة فى الهيئة؟ 6- أم أن المذنب هو رئيس هيئة السكك الحديدية؟ ويأتى البعض ليفلسف المسألة ويعطيها بعداً أكثر عمقاً حينما يطرح السؤال: هل هو الوزير المسئول وحده، أم الحكومة مجتمعة، أم النظام ككل، أم المجتمع الكبير؟ البحث عن المذنب الحقيقى أمر يختلف تماماً عن مسألة البحث عن المذنب المباشر المسئول عن الكارثة. هذه الدوامة من الاتهامات التى قد لا تصل بنا إلى أى نتيجة حقيقية هى مشكلة المشاكل ونحن نحاول معرفة الإجابة عن السؤال: من فعلها؟ هنا تبقى القضية الجوهرية حينما نفتح هذا الملف، هل نحن نريد محاسبة الضحية المذنب الذى يتحمل المسئولية المباشرة، أم نريد محاكمة ذلك النظام المتهالك الفاشل الذى حولنا جميعاً إلى ظاهرة المذنب الضحية؟ لا يمكن لقطار بهذا المستوى، يقوده سائق بهذا الراتب الضعيف، أن تديره تحويلة بهذا التخلف التقنى، تستخدم قضباناً بهذا التهالك ليعبر مزلقاناً غير آمن أن نضمن لركابه أى نوع من السلامة. الجميع فى أزمة: السائق وعامل المزلقان وفنى التحويل والركاب والمارة على المزلقان! الجميع يعانى من مرض واحد وهو سوء الأحوال وصعوبة الحياة فى مجتمع لا يوفر الحد الأدنى من القدرة على الإنجاز فى أى مجال من المجالات. وسط هذه المعضلة المعقدة يضيع الحق وتغيب الحقيقة وتتوه المسئولية ولا نعرف -بالضبط- من نحاسب، وماذا نعالج على وجه الدقة والتحديد. إنها حالة عبثية من معالجة الفشل بمزيد من الفشل فى زمن الحقيقة الضائعة. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظاهرة الضحية المذنب ظاهرة الضحية المذنب



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon