عماد الدين أديب
اغتيال ضابط أمن الدولة بهذه الطريقة الإجرامية وفى هذا التوقيت بالذات هو محاولة لإعطاء عدة رسائل مقصودة، بعضها ظاهر وبعضها مبطن.
ويمكن فهم هذه الجريمة البشعة التى أودت بحياة ضابط وُصف من قبل زملائه والذين عرفوه، بأنه نموذج للانضباط والاستقامة وصاحب خلق رفيع وأداء متميز فى وظيفته.
هذه الرسائل يمكن إجمالها وتحديدها على النحو التالى:
أولاً: اختيار الهدف، وهو بالتأكيد متعمّد من أجل توجيه ضربة نفسية لجهاز الداخلية وفريق الأمن الوطنى الذى نشط فى مكافحة الإرهاب واستطاع فى الآونة الأخيرة ضرب تنظيم الإخوان ضربة موجعة فى عمليات البحث والكشف والتعقب.
ثانياً: محاولة التأثير على أى شاهد محتمل تسول له نفسه أن يدلى بشهادته فى قضايا الاتهامات الموجهة لقيادات الإخوان المنظورة الآن أمام المحاكم.
ثالثاً: اختيار توقيت ما بعد انتهاء حالة الطوارئ بعدة أيام قليلة لاختبار رد فعل الحكومة والداخلية تجاه مثل هذا العمل فى ظل مرحلة اللاطوارئ.
رابعاً: استخدام لغة إرهاب قائمة على عملية نوعية، الغرض منها إظهار نوع جديد من التصعيد الإخوانى ضد الحكومة ورموزها فى جميع أجهزة الدولة.
إن هذه اللغة، هى لغة عصبية وفاشلة، ولن تؤتى أى نتائج إيجابية، وهى بالتأكيد تتناقض تماماً مع بيان ما يسمى التحالف من أجل الشرعية الذى يتحدث عن الحوار!
لا يمكن أن تتلازم لغة القتل بالرصاص مع الدعوة إلى الحوار فى آن واحد.
إن هذه الرسائل الملغومة مزدوجة المعايير لا يمكن لها أن تنجح فى تحقيق أى نوع من التهدئة المرجوة بهدف أى تسوية حقيقية تؤدى إلى الاستقرار الحقيقى فى البلاد.
وما أستطيع أن أؤكده أن جماعة الإخوان وأنصارها سوف يعانون كثيراً وطويلاً وسوف يدفعون فاتورة باهظة للعملية الإجرامية ضد الضابط الشاهد الشهيد.
نقلاً عن "الوطن"