عماد الدين أديب
هناك مقولة فى علم المفاوضات تقول إنك إذا كنت جزءاً من المشكلة فهذا لا يعنى أنك -بالضرورة- جزء من الحل!
بعض الأطراف يثيرون الأزمات لكنهم ليست لديهم القدرة على إيجاد الحلول أو المشاركة فيها.
وفى حالة جماعة الإخوان فإن الحدث الذى نحياه هذه الأيام يطرح عليهم 3 أسئلة جوهرية هى:
1- هل لديهم معرفة حقيقية بمسئوليتهم عن الأزمة؟
2- هل لديهم رغبة حقيقية فى المشاركة فى الحل؟
3- هل لديهم القدرة اللازمة للحل؟
إذن نحن أمام 3 تحديات: تحدى المعرفة، وتحدى الرغبة، وتحدى القدرة.
وفى يقينى أن تياراً واسعاً من الإخوان يعانى حالة من التشوش والفهم المغلوط لحقيقة الأزمة الحالية، وما زال يعيش فى غيبوبة أن الإخوان ضحايا، وأن مرسى الرئيس الشرعى، وأن الجيش مغتصب للسلطة، وأن الجماهير التى خرجت فى 30 يونيو لا تعدو أن تكون بضعة آلاف مأجورة أو فاقدة للوعى.
إن أزمة معرفة حقيقة ما حدث هى أزمة الأزمات لدى جماعة الإخوان التى ما زال يعيش أنصارها فى حالة من الغيبوبة العقلية نتيجة التلقين الدائم من المهد إلى اللحد داخل الجماعة القائم على مبدأ السمع والطاعة، الذى ينزع عن العقل البشرى قدرته على الفهم والتبصر والقدرة على المفاضلة بين البدائل ووزن الأمور وتعقلها.
إلى أن تفهم الجماعة حجم مسئوليتها عما حدث منذ كوارث سوء إدارة شئون البلاد فى عهد حكم الرئيس مرسى فإن مسألة الحوار والمصالحة والتسوية، سوف تظل دائماً فى حالة خطر شديد.
والذين يعتقدون أن البيان الأخير الصادر عن ما يسمى بتحالف الشرعية والذى يلف ويدور عن بُعد حول مبدأ الحوار والمصالحة هو محاولة خجولة وغير مكتملة الجدية وقد تكون مناورة للحديث عن الحوار بينما التحركات فى الشارع والجامعات كلها تهدف إلى العنف والرصاص والفوضى.
نقلاً عن "الوطن"