توقيت القاهرة المحلي 09:20:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية الأسبوع.. مقام عبد الهادى الجزار

  مصر اليوم -

نهاية الأسبوع مقام عبد الهادى الجزار

وائل عبد الفتاح

1 الجزار مغناطيس للدراويش. أقصد حكايته البصرية وعمره القصير. حكايته حكاية وَلِىّ له مقام يسمح لعابرى السبيل بالاقتراب والاختصار واقتناص أيقونة منه. الحقيقة أنه «حجاب» بالمعنى الشعبى، أى الذى يختفى فيه الشخص خلف مثلث من الطلاسم المكتوبة والمرسومة. الجزار طلسم يمكن استسهاله والاحتماء به ومن عالمه البدائى.. الذى يكاد يتفتت من فرط هشاشته ويزورك فى المنامات من فرط قوة حضوره.. إنه العالم الذى لا يمكن تشخيصه. عالم بلا هندسة منطقية، كأنه طوطم يندلق من بركان داخلى، لا يتحمله سطح اللوحة من فرط اندفاعها إلى التفتت. 2 مثل المنامات يمكن أن تحكيها لكن غموضها يبقَى وسحرها يعلَق بذاتك مثل مصير لا تهرب منه، لوحات الجزار لا تبالى بك، وكائناتها مشغولة بفرجتها العابرة للحياة. فى كل لوحة ممر معذبين إلى برزخ بين عالمين يقف بينهما الجزار المهدد باقتراب النهاية. 3 كأنه حكاية قديمة، رغم أنه فى الصور يتماثل مع عصر، نفس البدلة، ورابطة العنق، وكِريم يصنع تجعيدات الشعر التى تتشابه مع تجعيدات جمال السجينى (النحات الشهير) وجارهما فى حفل يبدون فيها كورالا منسجما من أفندية ثورة الضباط، تماثُل يغطى جَيَشَانا داخليا ينفجر فى اللوحة، دون رغبة فى الإتقان أو فى انضباط على مستوى اللغة.. إنه العالم كما يفاجئك فى مسرح من مسارح الشارع، أو فى الشارع نفسه، أو تحت سطح البحر، أو فى سرداب مهجور. 4 إلى السيدة زينب من الإسكندرية رحلة الجزار فى الأربعينيات، أى من الأسطورة الكوزموبوليتانية إلى الأسطورة الشعبية، بدأ الأفندى الصغير المولود 1925، فى زخم أحلام البرجوازية الصغيرة وتوتراتهم باتجاه الصعود الاجتماعى، وشغل الفراغات فى جسد مجتمع ينمو لأول مرة منفصلا عن أجساد الإمبراطوريات الإسلامية، ومقاوما لاجتياح إمبراطوريات الاستعمار. الجزار لم يكمل الطب بعد اكتشاف مبكر لمرض الروماتيزم وكان من الأمراض الخطيرة المهددة للحياة وقتها. ولم يعد التشكيل هامشا من هوامش الهواية، لكنه اختيار ومصير، فالجسد العابر سينفجر بحكابات كأنه ينسخها من جداريات غير مرئية، سجَّل عليها العابرون دون ترتيب ولا رغبة فى الهندسة المحكمة، إنها عواطف تتجسد فى لحظة فالتة من الزمن لتندفع بقوة حضورها لا ينفصل عن فنائها. 5 من عالم ريفييرا المكسيكى تعلَّم الجزار على يد حسين يوسف أمين كيف يبحث عن حكاياته، يصبح جزءًا منها، امتدادا لها، ويصنع فنَّا معاصرا (اسم الجمعية التى انضم إليها الجزار وصاغت أفكاره وانحيازاته)، وسوريالية (لها طريقتها فى هندسة الفوضى.. تخص الخيال الشعبى المصرى). ومع حسين يوسف أمين دليله للسحر المقيم فى جداريات أرواح المعذبين، المشغولة ببؤسها وسعادتها، المضطربة، المنتظرة فى الممرات لطلسم يحميه، يصوغه عراف دون مجهود لا فى الكتابة ولا فى الرسم ويتركه معلقا فى مسافة تتحول فيها الحواس الطائرة إلى أجساد مكتوب عليها اسم الجزار. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية الأسبوع مقام عبد الهادى الجزار نهاية الأسبوع مقام عبد الهادى الجزار



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon