توقيت القاهرة المحلي 08:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما تدور عجلة الحبايب والمحاسيب

  مصر اليوم -

عندما تدور عجلة الحبايب والمحاسيب

وائل عبد الفتاح

الثورة هى السبب.. إجابة عن سؤال الركود الاقتصادى والأزمة، ليست إجابة جديدة، لكنها منذ الأسابيع الأولى من ثورة يناير.. حتى من لم يتأثر بتوقف العجلة، فإنه يردد المقولات دون التمهل أو النظر إلى نفسه، ليكتشف أن الوضع ليس كارثة، وإن أى تغيير أصغر من ثورة يمكنه أن يُحدث اهتزازًا فى الأوضاع المالية ويؤثر على الاقتصاد. النظر دون تأثير الإجابات السهلة سيجعل أى شخص يرى وببساطة أن مضخة السلع الترفيهية لم تتأثر، وزيارة صغيرة إلى السوبر ماركت أو معارض السيارات ومحلات الملابس المستوردة. وهذا غالبًا يكشف أن عجلة الإنتاج لم تتوقف، لكنها ارتبكت مع غياب «الرأس الكبير» الذى يدير العجلة لصالح من اختارته من نادى المحظوظين. اقتصاد مصر لم يكن اقتصادًا بالمعنى المتعارف عليه فى دول رأسمالية حقيقية. فى مصر رأسمالية متوحشة، تعتمد على توزيع الأنصبة على «الحبايب والمحاسيب». هذا النموذج الاقتصادى وفى ظل دولة استبداد.. أن يحول «المافيا» إلى أسلوب حكم. «الشلة» كانت أسلوب حكم ما بعد الثورة… وميزة شلة مبارك أنها لا تلتف حول مشروع كبير، مشروعها الوحيد هو المصلحة، ولا صوت يعلو فوق صوت المصلحة. من هذه الفكرة ولد أحمد عز، رمز مافيا مبارك، الذى كان الضحية الأولى التى قدمت لجماهير الثورة، هو الأذكى والأقدر ماليًّا. الذكاء والمال سلاحان يُستخدمان عادة فى قصص من هذا النوع، لكن مع الحالم بمقعد الرجل الأول، الأمر يختلف. هو يعرف جيدًا ما يفتقده، بداية من الجاذبية الاجتماعية والكاريزما الجماهيرية، لكنه تعلم فن الإدارة. عاش فى الظل طويلًا، لكنه وعندما قرر القفز إلى أعلى، لم تكن قفزات بسيطة، كانت درسًا فى الركوب على الأكتاف لتعويض نقصان الطول الجسدى... ركوب أنيق. السياسة بالنسبة إلى نوعية أحمد عز لم تكن إلا لمزيد من إدارة عجلة الاقتصاد لتصب فى حسابه.. وهكذا قفزت الثروة على نحو خرافى (40 مليار جنيه) لا يمكن تصديقه نظريًّا. وفتح له كنز احتكار صناعة استراتيجية لم يفهم أحد من المقربين لماذا يلتهم السوق وحده؟ ولم يكن أحد يمتلك الإجابة، لأن السؤال ليس دقيقًا، فهو ليس وحده، إنه يدير أموال «الرجل الكبير»، وهذا سر الموافقة على استحواذه على شركة كان يرأس مجلس إدارتها. ليس وحده. لكنه لعب على شبق «الرجل الكبير» للأموال ليبقى قريبًا ومخلصًا فى صمت، متحملًا الهجوم الشرس عليه باعتباره «عدو الشعب». هنا فإن غياب الرأس الكبير وراء القضبان يعطل دوران عجلة الإنتاج، لأنه يجعل المافيا تخفى الثروات، وتمنع الضخ، انتظارًا لمن يحتل موقع الرجل الذى غاب فى زنزانته الطبية. وببساطة فإن توقف عجلة الإنتاج، هو تعطل دوران الاقتصاد لصالح المافيا القديمة. والإصرار على عودة العجلة بقانونها القديم هو استمرار للدائرة القديمة التى ستفرز أعضاءً جددًا فى المافيا تبحث عن رأس كبير. وما هى إلا محاولات إعادة اقتصاد الحبايب والمحاسيب. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تدور عجلة الحبايب والمحاسيب عندما تدور عجلة الحبايب والمحاسيب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon