توقيت القاهرة المحلي 22:59:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

داعية بـ210 جنيهات شهرياً!

  مصر اليوم -

داعية بـ210 جنيهات شهرياً

عماد الدين أديب

قررت وزارة الأوقاف مشكورة إعطاء راتب شهرى للدعاة يبلغ 210 جنيهات من أجل تحفيزهم على العمل! وغنى عن البيان أن نعرف جميعاً أن الوزير مشكوراً أعاد إليهم المائة جنيه الشهرية التى كانت قد توقفت وأضاف إليها 110 جنيهات أخرى ورصد مبلغ 4 ملايين جنيه من أموال «الأوقاف» من أجل دعم هؤلاء الدعاة. الوزارة لم تقصر، والوزير فعل أقصى ما يستطيع، ولكن مبلغ 210 جنيهات لداعية محترم -نريده أن يكفى الاحتياجات الأساسية له ولأهل بيته ونسعى إلى ألا يتأثر ضميره بأى إغراءات مادية من أى جماعة من تلك التى تصلها التحويلات عبر الوسطاء شهرياً- لا يكفى إطلاقاً. إن وجود داعية بدخل شهرى 210 جنيهات هو «وصفة منطقية» لكارثة إنسانية. كيف يمكن لى أن أطلب من الرجل الذى نأتمنه على عقول ونفوس المسلمين فى مساجدنا والذى يستمع إليه الناس بعقولهم وقلوبهم وضمائرهم كل يوم جمعة ويعتبرونه إماماً لهم أن يكون مواطناً طبيعياً بهذا الدخل الهزيل؟ إننى لا أطلب منح الدعاة مكافآت بالعملات الصعبة أو شققاً سكنية فى الزمالك على النيل أو شاليهات صف أول فى مارينا ولكن نطالب لهم بالحد الأدنى الإنسانى الذى يوفر لهم القدرة على تأدية دورهم الحيوى فى إنقاذ عقول ونفوس الشباب الضائعة والممزقة إما بين التطرف والغلو أو الاستهانة والتفريط فى الدين. هذا الشباب الذى تتلقفه طيور الظلام فى الزاوية النائية البعيدة عن رقابة أو إشراف المؤسسات الرئيسية للدولة وصل إلى حد تكفير المجتمع وكراهية كل من فيه وبلغ به العنف إلى حد استخدام السلاح الآلى ومدافع الجرينوف وتفخيخ السيارات وحرق المنشآت والاعتداء على الكنائس والأديرة وتعطيل المنشآت العامة وقطع الطرق وتهديد المترو والقطارات. هؤلاء ضحايا وصنيعة العقول المريضة البعيدة عن الفهم الوسطى المستنير لصحيح الدين، التى انغمست فى ضلالات وغيبيات مخيفة كفيلة بتفجير كل بقاع هذا الوطن العظيم. إن مسألة الدعوة والداعية هى قضية جوهرية انتبه لها الحاكم المسلم منذ صدر الخلافة الإسلامية وأفرد لها دواوين وأقطع لها أراضى ورصد لها ميزانيات كبرى من خزينة الدولة وتعامل معها بنفس أهمية توفير القمح والسلاح والماء للمواطنين. ويتعين على مجلس الوزراء فى أقرب فرصة له أن يرصد ميزانية إضافية أو يفتح باب التبرعات الشعبية من أجل تحسين شئون الدعاة؛ لأن المسألة ليست فقط إصلاح هيكل وظيفى أو كادرا ماليا بقدر ما هى مسألة إنقاذ الذين أوكلنا إليهم إنقاذ عقول شبابنا من التطرف والعنف والإرهاب. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعية بـ210 جنيهات شهرياً داعية بـ210 جنيهات شهرياً



GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 22:38 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أي ثقافة تتحكم؟

GMT 22:34 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

التضحية بالتقاليد الإنسانية

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon