عماد الدين أديب
هل كل من يريد التظاهر فى أى وقت وفى أى مكان وبأى شعارات وبأى عدد، يحق له أن يفعل ذلك؟
فى الديمقراطيات الراسخة لا بد من توجيه إخطار قانونى بأسبوع مسبق لتاريخ المظاهرة محدد المعلومات التالية:
1- اسم الجهة المتظاهرة.
2- المسئول عن إدارة المظاهرة.
3- موعد المظاهرة (ساعة البدء وساعة النهاية).
4- مسار المظاهرة.
5- الأعداد المتوقعة للمظاهرة حتى تتمكن أجهزة الأمن من إعداد القوة اللازمة لتأمينها.
6- الشعارات المستخدمة فى المظاهرة.
ويترك للجهة الإدارية أن تجرى تعديلات أو تقبل أو ترفض بعض الشروط بناء على ظروف الأمن ومصالح المواطنين.
أما فكرة أننا كجماعة أو كتيار نخرج فى مظاهرة مفتوحة الوقت، مفتوحة العدد، ونقوم بإغلاق جميع مسارات الطرق والشوارع الحيوية للعاصمة، مثلما حدث أمس الأول فى مظاهرة الألتراس، فهذا نوع من الجنون أو الفوضى.
إن الضرر الذى يقع على المواطنين من عدم تمكنهم من أداء مصالحهم، أكبر من الضرر لعدم تمكن الألتراس من الاحتجاج على مشاكلهم!
هناك من أراد أن يصل إلى بنك لإنجاز معاملات، وآخر أراد أن يزور والدته، وأخرى تريد إحضار أطفالها من المدرسة، وآخر عجوز يريد الذهاب إلى المستشفى، وغيرهم يريدون عبور وسط القاهرة للسفر عبر المطار بحثاً عن الرزق وهرباً من الفوضى والبطالة.
يجب أن نقدر مصالح الناس، وهنا أتحدث عن غالبية الناس.
يجب أن نفكر فى إيجاد وسيلة للتعبير عن أنفسنا دون الإضرار بمصالح الغير.
ولا يجب أن يكون الإضرار فى حد ذاته هدفاً، بمعنى أن يكون سلوكاً انتقامياً وعقابياً للدولة والمواطنين، بمعنى إذا لم تفعلوا ما نريد، فسوف نوقف لكم كل أشكال الحياة!
حرام!
نقلاً عن "الوطن"