عماد الدين أديب
سوف تشهد الأيام القليلة المقبلة تحولاً جذرياً فى علاقة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين مع القوى الدولية.
الأمر المؤكد أن علاقات التنظيم الدولى مع الإدارة الأمريكية سوف تضعف، وسوف تزداد مع منظمة «الأيباك» الأمريكية الصهيونية التى تُدار من إسرائيل.
«توتر مع الأمريكيين ونمو للعلاقات مع إسرائيل».. هذا هو مستقبل علاقة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان مع القوى الدولية.
ويأتى السؤال: لماذا انخفاض العلاقة مع الإدارة الأمريكية ونمو العلاقة مع «الأيباك» الصهيونية؟
من الواضح أن الإدارة الأمريكية وصلت إلى قناعة راسخة بإسقاط سياستها الجديدة التى بدأت منذ عام 2010 فى الرهان على جماعة الإخوان كقوى بديلة للمؤسسات العسكرية أو الأنظمة الملكية فى حكم العالم العربى.
ويمكن تفسير هذا الموقف بالأسباب التالية:
1- الضغط الهائل من مؤسسة البنتاجون (وزارة الدفاع) ومجمع الصناعات العسكرية الذى يرى فى مصر والقوى العربية سوقاً قوية للسلاح ويرى أن التعاون بين البنتاجون فى التسليح والصيانة والتدريب والدورات التعليمية هو «خير نموذج» و«أقوى ضمان» لنجاح العلاقات الثنائية بين واشنطن والأصدقاء فى المنطقة العربية.
ويؤمن تيار البنتاجون أن الجيش فى مصر هو «الصديق القوى الموثوق فيه» تاريخياً فى العلاقة مع أى قوى دولية، شريطة تلبية احتياجاته التسليحية واحترام حساسية موضوع السيادة الوطنية لدى قادته.
2- الموقف القوى للغاية من الرياض وأبوظبى، الذى استغل كل العلاقات القوية مع واشنطن من أجل عدم المساس بنظام ثورة 30 يونيو.
3- الغباء السياسى والفشل الإدارى وضعف الكفاءة الذى تميزت به فترة حكم جماعة الإخوان، ما أدى إلى شعور القوى التى راهنت عليها داخل الإدارة الأمريكية بخيبة أمل كبرى.
من ناحية أخرى، قرر تيار «الأيباك» فى واشنطن ونيويورك التدخل شخصياً وإدارة ملف «الإخوان» مباشرة وتنمية التعاملات الإخوانية التى كانت تتولاه.
ويمكن تأكيد أن كل الحملة الدعائية والسياسية التى بدأت ضد الجيش ونظام ثورة 30 يونيو داخل وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية من تخطيط وتنفيذ وإدارة جماعات «لوبى» وشركات تسويق تابعة مباشرة لمنظمة «الأيباك».
نحن الآن نعيش المرحلة الصهيونية للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان.
نقولها هكذا دون خجل ودون مواربة.
نقلاً عن "الوطن"