توقيت القاهرة المحلي 12:33:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإخوان: «الضحية المذنب»

  مصر اليوم -

الإخوان «الضحية المذنب»

عماد الدين أديب

المشكلة لم تعد ماذا سنفعل بالرئيس السابق محمد مرسى، ولا بنظامه الذى استمر معه لمدة عام، ولكن المسألة هى ماذا سنفعل بجماهير شباب الإخوان التى ما زالت لا ترى أن رئيسهم ذهب ولن يعود؟ أزمة إنكار الواقع التى دعت الرئيس السابق يكرر فى كلمته داخل قفص أولى جلسات المحاكمة «أنا الرئيس» أكثر من 11 مرة، هى أزمة نفسية وخلل شعورى واضطراب حاد فى إدراك الواقع بأن الرئيس السابق لم يعد رئيساً وأنه الآن، وفى تلك اللحظة يبدأ أولى جلسات محاكمته بتهمة قتل متظاهرين. ولا بد للإنسان المنصف أن يحاول أن يفهم الظروف الموضوعية التى تعرض لها الدكتور محمد مرسى منذ يناير 2011 حتى تاريخه. فى يناير 2011 اُعتقل وبدا الأمر أنه سيقضى فترة طويلة فى اعتقاله ثم وجد نفسه فى ليلة وضحاها خارج أسوار السجن، ثم بعدها بأيام يلتقى باللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية -وقتها- للتحاور على مستقبل البلاد. وبعد شهرين، أصبح د. مرسى رئيساً لأول حزب علنى وشرعى لجماعة الإخوان، وبعدها أصبح مرشحاً احتياطياً لخيرت الشاطر، وبعدها بأسابيع أصبح المرشح الرسمى للحزب، وفى 30 يونيو 2012 أقسم اليمين الدستورية، كأول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المعاصر لمصر. وفى عام كامل فقد رئاسته، وخرج أكثر من 30 مليوناً يرفضون حكمه وقضى حتى دخوله القفص طوال مدته محتجزاً فى مكان أمين دون أن يعرف أين هو بالضبط؟! إن أى إنسان مهما أوتى من تماسك عقلى وتوازن نفسى يصعب عليه أن يواجه مثل هذه التقلبات الحادة للغاية فى مدى زمنى محدود للغاية. ذات الأزمة لدى جمهور مؤيدى الإخوان وأعضاء الجماعة. فى نهاية عهد الرئيس الأسبق فقدوا مقاعدهم فى البرلمان، ثم اعتقل بعضهم ثم أفرج عنهم، ثم اعتبروا من ثوار التحرير، ثم أصبحوا شرعيين ودخلوا البرلمان بأغلبية قوية واختير أحدهم لرئاسة البلاد ثم فقدها فى خلال عام. ووجد الإخوان أنفسهم من حالة أسياد البلاد إلى فئة منبوذة ومرفوضة شعبياً وجماهيرياً من غالبية بسطاء مصر الذين عانوا أخطاء وخطايا حكمهم لمدة عام من الهلاك والدماء والتفريط فى السيادة والاعتداء على الحريات والحقوق العامة والخاصة. هذه التقلبات التى أثرت على عقل ونفس محمد مرسى، هى ذاتها التى خلقت حالة هستيريا الاحتجاج المصحوب بالعنف والرغبة فى الصدام الدموى لدى أبناء وأنصار الجماعة. إن مرسى كإنسان بحاجة إنسانية إلى طبيب متخصص كى يدعمه نفسياً، وكذلك أنصار الجماعة بحاجة إلى أساتذة علم نفس اجتماعى لإنقاذهم من حالة إدمان الشعور بالمحنة والمظلومية والاضطهاد. لا يجب أن نتعامل مع جماعة الإخوان على أنهم طرف مذنب فحسب لكنهم أيضاً ضحايا. إنها ظاهرة الضحية المذنب. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان «الضحية المذنب» الإخوان «الضحية المذنب»



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon