توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لمن ينسى.. دور المرسى فى حفلات القتل

  مصر اليوم -

لمن ينسى دور المرسى فى حفلات القتل

وائل عبد الفتاح

أولا سأقطع مقالاتى عن الإعلام وملكيته وحريته لأذكِّر بما ينساه صناع الاستعراضات الإخوانية/ أو يتناسونه/ أو يتصورون أننا سننساه. ‎لن ننسى. ‎ولن يغطى على دور المرسى فى حفلات التعذيب بداية من الاتحادية، لا مشاهده الهيستيرية/ ولا استدعاء جنون صدام حسين والقذافى إلى قاعة محاكمته. ‎ولا وصوله إلى قمة الكوميديا السوداء، هو وجوقة المجرمين المخربين المشاركين فى جرائم السنة السوداء من حكم الإخوان. ‎لن ننسى ما حدث. ‎ولن ننسى أيضا أن هناك شركاء للمرسى/ الظاهر منهم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ما زال مستبعدًا من المحاكمة. ‎ولن ننسى أن هذا هو الرئيس الثانى الذى يحاكَم فى سنتين بعد أن كان الرؤساء يحكموننا حتى الموت! ‎هناك رئيس دخل دائرة النسيان/ والثانى سيلحق به بعد أداء فقرته الكوميدية. ‎كلاهما ينتمى إلى عالم واحد، يبرر القتل والاستبداد باسم أشياء استثنائية/ أو قيم غامضة/ كلاهما يرى أنه شرعى/ وأنه منتخب/ وكلاهما فى النهاية قطع رحلته من القصر إلى القفص بعلامات أن «الدنيا تتغير» و«الزمن يتحرك بأسرع مما يريد الديكتاتور أو من يتشبه به أو يعيش فى دوره..». هذه حكمة نراها على حياة أعيننا، لم نتوقع أن يقال وزير داخلية فى عصر مبارك/ فسقط مبارك وتمدد فى سرير طبى أمام محاكمة أفشلتها أجهزته. ‎وتصور المرسى أنه طليعة أمراء المؤمنين من الإخوان فى دولة تستمر ٥٠٠ سنة/ فعاد سريعا إلى السجن الذى هرب منه كأى موظف ينفذ تعليمات جماعته و«إرشاده». ‎كل مجرم نهايته قريبة/ ولو احتمى بكل ما يملكه من قوانين أو قوة تعتمد على ضعف أو عجز الناس أو على الواقعية المنحطة التى تقول بأن الاستبداد والديكتاتورية قدرنا. ‎يقول مشهد المرسى فى القفص أمس بكل هيستيريته/ وجنونه/ وموميديته/ وتقليده الصينى لطغاة أصليين، يقول المشهد: «لن يحكم أحد بشروطه، ولو كان أمير الجن أو ملك ملوك الملائكة». ‎وسأترككم الآن مع ما كتبته عشية أحداث الاتحادية وأعلنت فيها مسؤولية المرسى عن القتل فى محيط القصر. ‎وللتاريخ أيضا سألتُ المستشار محمود مكى فى مكالمة خاصة بعد استقالته: ألم يرتكب المرسى جريمة بإعلانه نتيجة التحقيق مع متهمين قبل التحقيقى معهم؟ ‎قال: نعم.. لكن أحدًا لم يتقدم ببلاغ. ‎وقبلها كنت كتبت/ وقبل استقالة المستشار: ‎«تثبت الأيام أن مسؤولية الرئاسة عن حفلات التعذيب فى (الأربعاء الدامى) ليست فقط سياسية». ‎فى تلك الليلة التى هاجمت فيها ميليشيات الإخوان الثوار المعترضين على قرارات الرئيس، لم تكن الرئاسة طيبة أو محايدة، لكنها كانت شريكا، وما نريده الآن هو الكشف عن مدى هذه الشراكة. ‎سمعنا فى شهادات شهود الاتحادية عن أمراء ميليشيات الإخوان وقادتهم الميدانيين الذين كانوا يدخلون ويخرجون إلى القصر الرئاسى فى أثناء حفلات التعذيب. ‎سمعنا أيضا بكامل وعينا الرئيس فى خطاب علنى يتهم مجموعة من المواطنين بأنهم اعترفوا بأنهم كانوا مأجورين فى خطة هجوم على القصر، وهو ما نفته النيابة أولا بقرارها بالإفراج عن جميع المتهمين، وثانيا بالمذكرة التى قدمها المستشار مصطفى خاطر المحامى العام لنيابات شرق القاهرة والمستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة إلى المجلس الأعلى للقضاء حول أحداث الاتحادية وبعد قرار النائب العام بنقل المستشار خاطر إلى بنى سويف. ‎هذه المذكرة خطيرة، وكاشفة لموقع القصر الرئاسى ليس فقط فى ما حدث ليلة هجوم ميليشيات الإخوان، ولكن فى العلاقة الثلاثية بين: القصر والجماعة والنائب العام. ‎وقبل أن أنقل فقرات بالنص من المذكرة تكمل الرواية التى أراد مندوب الجماعة فى القصر إخفاء تفاصيلها لا بد من إشارتين، الأولى أن النائب العام تراجع عن قرار إبعاد المستشار خاطر بعد حالة الغضب فى أوساط النيابة العمومية من سلوك النائب العام الجديد الذى ما زال يعتبر تعيينه من قِبل رئيس الجمهورية مخالفا للقانون. ‎والثانية أن مواقع الإخوان ومراكز دعايتها السوداء بدأت فى تلويث سيرة المستشار خاطر الذى شارك فى التحقيق مع مبارك بعد الثورة ومع قتلة سوزان تميم قبل الثورة. ‎وهو ما يثبت العلاقة الثلاثية التى تسعى إلى أن يكون القضاء، كما كان فى عهد مبارك إلى أداة حكم وترويض وتطويع، وهنا لم يعترض النائب العام على تدخل الأستاذ محمد بديع الموصوف عند الجماعة بالمرشد، حين طالب علنًا النيابة بإعادة القبض على من أفرجت عنهم، لكنه قرر إبعاد المستشار خاطر الذى لم ينفذ رغبة المرشد ومندوبه فى القصر. ‎هنا انتهى كلامى عشية جريمة الرئاسة فى الاتحادية/ ولم تنته بعد حقيقة أن لا أحد قادر على الهروب من الجريمة/ لا من داخل القفص ولا الذى ما زال محتميًا بتحالفاته فى المرحلة الانتقالية. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمن ينسى دور المرسى فى حفلات القتل لمن ينسى دور المرسى فى حفلات القتل



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon