توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وإذا حَكَيْنا عن الدستور - الأشقياء

  مصر اليوم -

وإذا حَكَيْنا عن الدستور  الأشقياء

وائل عبد الفتاح

ماذا سيُنتج الجدل الدائر حول الدستور؟ أكثر من مندوب للأجهزة التى يقال عنها/ وتحب هى أن يقال عنها سيادية انسحب من النقاشات. لكن هل كان الانسحاب آخر المطاف؟ أم أن هناك اتفاقًا ما على أن يجر الدستور إلى غرف مغلقة يعاد فيها ترتيب الأولويات فى صياغات أعيد الدستور إلى وضعه القديم: أداة لكى تتسلط السلطة وتتسلطن على شعبها الذى لا يعرف مصلحته؟ السلطة ترد مزيدًا من التسلط وتوزع الأنصبة لترضى أطرافا مثل: - المشايخ السلفيين ليمنحوها البركة وينقذوها من تهمة الكفر/ والكنيسة لتمارس سلطتها على شعبها/باعتبارهم طائفة وليسوا أفرادا.. - لا تشبه لجنة «الخمسين،... لجنة الأشقياء» كما أطلق سعد زغلول على نخبة المجتمع التى اختارها عبد الخالق ثروت لتكتب دستور 1923.. الذى أسس لدولة حديثة/ مشروطة بوراثة عائلة + احتلال.. ورغم ذلك يعتبر أملا كبيرا لدى الرومانتيكيين الحالمين بالتغيير. أسماء «الأشقياء» على شوارع مدينة غريبة على تاريخها. وتصميمها كنسخة من وحى المدنية الأوروبية/ لم تنجح نزعة السلطوية فى الحفاظ على الوحى القديم بعدما عجزت عن كل شىء، وقبلت بأن يعيش المجتمع حياته السرية/ الاقتصاد والبدائل السرية للخدمات (من دروس خصوصية إلى الميكروباصات والتوك توك ومستوصفات) بعدما انتقلت العدوى إلى كل شىء (المدرسة لم تعد مدرسة ولا المستشفى مستشفى ولا الجامعة جامعة) ظلت علامات السلطوية وحدها باقية بينما المدينة الكبيرة تتحول إلى «شبه المدينة» حيث تتراكم البقع الريفية على قلبها «الرومى» متواصلة مع شبكة عشوائيات وأحزمة بؤس رتّب فيها المهاجرون حياتهم فى هندسة، لا هى مدينة ولا هى ريف.. قامت ثورة يناير وهذا الهجين فى جيله الرابع تقريبا. لا أحد من سكان هذه المدينة يعرف أسماء عبد الخالق ثروت وحسن رشدى رئيس اللجنة وأحمد حشمت نائبه/ هم غرباء على لافتات الشوارع، مفصولون عن حكايتهم مع تأسيس «الدولة الحديثة».. لا تحضر هذه الأسماء إلا كنقاط فى لحظات الاختناق المرورى.. من سيكتب اسمه من «الخمسين» على لافتة شارع أو كعلامة فى رحلة التأسيس. صديقنا فى اللجنة وصف بشكل درامى طبيعة التوزيع السياسى بين: السلطة/ رجال الدين/المجتمع. الطرف الأخير كان حضوره شرفيًّا فى كل لجان الدستور بعد 1952/ اللجان كانت تعرف طريقها إلى هندسة سلطوية تضمن «التمكين» كأداة واحدة ووحيدة فى حكم الشعوب. والشعوب لا تعرف مصلحتها/ وكل البنايات. سعد زغلول صاحب تسمية «الأشقياء»/ لأنهم يضعون دستورًا يضمن سلطات ومصلحة السلطان أحمد فؤاد الذى أصبح أول ملك دستورى. سعد.. سعد يحيا سعد/ كان وقتها منفيًّا/ وعاد بسبب الأشقياء ودستورهم.. فقد كانت المفاجأة ضد التوقعات، عاد سعد وغادر ثروت/ ونقل دستور 23 الحياة السياسية إلى مستوى جديد/ فأصبح المبنى الفخيم برلمانا فعليا/ووصلت الرحلة إلى أقصى ما تسمح به مرحلة تصريح 28 فبراير وشروطه الأربعة (ملكية وراثية نظامها برلمانى)/فى أول تعبير عن «دولة مستقلة ذات سيادة»/ عاش الدستور إلى 1952 متعرضا لنكسة فى 1930 استمرت 5 سنوات تقريبا/ أراد فيها الملك فؤاد مزيدًا من سلطوية العائلة/ أو استعادة أرضه المفقودة من «الأشقياء» الذين عاد دستورهم ليحكم بعد أن أجبرت المظاهرات الملك فؤاد على توقيع مرسوم العودة. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وإذا حَكَيْنا عن الدستور  الأشقياء وإذا حَكَيْنا عن الدستور  الأشقياء



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon