توقيت القاهرة المحلي 11:01:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسئولية الشعب!

  مصر اليوم -

مسئولية الشعب

عماد الدين أديب

دائماً هناك الحل السهل لتفسير أى أزمة يعانيها الإنسان المصرى! هذا الحل السهل وهذا التفسير المريح يكمن فى اتهام الحاكم والحكومة بالتقصير وتحميلهما مسئولية كل أخطاء وخطايا شعب بأكمله. الحاكم مجرد قائد، والحكومة مجرد سلطة تنفيذية، لكن العبرة دائماً تكمن فى الشعب الذى يمثل الأغلبية الكاسحة من القوى البشرية الفاعلة والمؤثرة. وحده الشعب هو الذى يخلق حالة التقدم أو حالة التخلف فى أى مجتمع فى أى وطن فى أى زمان. لم يكن ممكنا لليابان أن تحقق الطفرة الاقتصادية الهائلة عقب هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية لولا الالتزام الصارم للعامل اليابانى بقيم العمل والسعى المقدس إلى رفع إنتاجية العمل. ولم يكن ممكناً للصين الشعبية أن تحول أكبر زيادة سكانية فى العالم من حالة «العبء» البشرى الضاغط على التنمية إلى مصدر تطور وإنجاز وتخفيض قيمة اليد العاملة حتى أصبح المنتج الصينى من أكثر المنتجات تنافسية فى العالم بسبب رخص اليد العاملة. ولم يكن ممكناً للشعب الهندى العظيم أن يحول أكبر حالة فقر عرفها التاريخ إلى اقتصاد ينافس على صدارة اقتصادات العالم المعاصرة ويحتل مراكز متقدمة فى صناعات الصلب، والأدوية، والسلاح، والسيارات والقطارات، ولديه أكبر صناعة أفلام فى العالم وأكبر وادى تكنولوجيا إلكترونية على ظهر كوكب الأرض. هذا بالطبع تم إنجازه فى ظل حكومات رشيدة وواعية وفى ظل حكام لديهم قدر عظيم من الاستنارة والوعى والفهم، لكنه تم أيضاً من خلال تفاعل شعب يتوكل على الله ولا يتواكل، يقدر مسئوليته ولا يعلق خطاياه على شماعة الحاكم والحكومة، يحترم قيمة العمل بدلاً من أن يبحث عن الأعذار للتهرب من العمل. إن الإحصاءات التى تتحدث عن أن الموظف الحكومى المصرى يعطى عمله 35 دقيقة عمل يومية وأنه من أكثر الموظفين فى العالم الذين يتغيبون عن دور أعمالهم بأعذار أو بدون. طبعاً لا نريد أن نفتح ملف الفساد الإدارى الذى أصبح أسلوب حياة فى الإدارة الوسطى والدنيا فى جميع مجالات الجهات الرسمية. وأصبح الشعار المعروف «أبرز حتى تنجز» والإبراز هنا هو إبراز الرشوة حتى يتم الإنجاز وهو مجرد أداء المهمة المفروض أن الموظف يتقاضى -فى الأساس- راتبه عليها. نحن نلوم الحكام والحكومة ولكن متى توقفت النخبة السياسية فى مصر بشجاعة أمام مسئولية المحكومين بدلاً من قصر المسئولية فقط على الحاكم. لن تنهض مصر بحكومة وحكام، ولكنها سوف تنهض بالدرجة الأولى بوعى وقدرة وصدق وتفانى شعبها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسئولية الشعب مسئولية الشعب



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon