عماد الدين أديب
الجريمة البشعة التى راح ضحيتها 4 قتلى و19 مصاباً فى كنيسة العذراء بالوراق هى نموذج لما يمكن توقعه من أعمال إرهابية فى الفترة المقبلة.
ويبدو أن هذا العمل البائس واليائس هو رد فعل فشل جماعة الإخوان المسلمين فى تحريك جموع المصريين ضد نظام ثورة 30 يونيو.
ويبدو أيضاً أن نجاح القوات المسلحة فى سيناء وضرب قيادات التنظيم فى جميع مدن ومحافظات مصر وقبول الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالأمر الواقع الجديد فى مصر أوصل جماعة الإخوان إلى اختيار أشكال من التصعيد النوعى الذى قد يصل إلى التفجير أو إطلاق صواريخ أرض - أرض أو خطف زعامات سياسية أو رتب عليا من الشرطة أو الجيش والمقايضة عليها.
الآن وصلنا إلى أدنى مستوى من أعمال الإرهاب والتخريب السياسى وهو مستوى إثارة الحرب الطائفية فى البلاد.
وإذا كان ما حدث مساء الأحد هو اعتداء على كنيسة قبطية فإنه من الممكن أن يكون الاعتداء المقبل على مصلين فى مسجد بالمنطقة ذاتها لإعطاء الانطباع الراسخ بأن ما حدث ويحدث هو حرب طائفية بين المسلمين والأقباط.
وبالطبع فإن أهم انطباع تسعى عملية كنيسة العذراء لتركيزه فى ذهن ونفسية أشقائنا الأقباط هو أن الدولة فشلت فى حمايتهم وأن هذا النظام الذى ساندوه فى 30 يونيو الماضى غير قادر على حمايتهم!
هذا التفكير الأحمق لن يؤدى بأصحابه إلا إلى المزيد من الخسائر السياسية وزيادة حالة الكراهية الشعبية والعداء الجماهيرى تجاهه.
والقراءة المتأنية لمواقع جماعة الإخوان على شبكة الإنترنت مساء الحادث من الممكن أن تصيب أى عاقل بحالة من الجنون!
مواقع الإخوان وأنصارهم تتهم الجيش والشرطة فى مصر بتدبير حادث كنيسة العذراء لمحاولة تشويه صورة الإخوان -كذباً- وإلصاق تهم باطلة بهم، مؤكدة أن الجماعة كانت وما زالت وستظل ضد أى شكل من أشكال العنف أو الإرهاب.
وكما يقولون فى التراث المصرى القديم «يا مثبت العقل والدين يا رب»!
إننا فى مرحلة غاب فيها العقل وأصبح فيها الجنون هو سيد الموقف!
نقلاً عن "الوطن"