توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلم مصرى طويل!

  مصر اليوم -

فيلم مصرى طويل

عماد الدين أديب

من الحوارات التى تعلمت منها واستمتعت بها ذلك الحوار الذى تشرفت بإجرائه هذا الأسبوع مع الدكتور يوسف زيدان على قناة الـ«سى. بى. سى». وأعظم ما فى الحوار مع شخصية باستنارة وعمق وثقافة الدكتور «زيدان» هو القدرة الفائقة على التصوير الدقيق لمعانى الاستياء وتفسير الأحداث وتعميق النتائج وصفاء الرؤية. ورؤية الفيلسوف ورجل التاريخ ذى الوعى المعرفى والفكر الثقافى، تساعد الدارس الحائر الذى يبحث عن إجابات موضوعية عن أسئلة صعبة مثلى على الاهتداء إلى تفسير وتوضيح لكل ما يحدث حولنا من صراعات وأزمات. وقد توقفت طويلاً أمام رؤية الدكتور يوسف زيدان لشكل نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك الهرمى ذى الثلاثة أضلاع الذى وضع فيه المعارضة ومنها المعارضة المدنية والإخوانية كحجر أساسى وأصيل فى تركيبة ذلك النظام. من هنا حرص الدكتور زيدان على أن يوضح أن أحد أسباب تعثر ثورة 25 يناير 2011 يرجع إلى اكتمال الوعى وعدم فهم ماهية وطبيعة النظام الذى هتف الشباب يطالبون بإسقاطه. من هنا نفهم إشكالية عدم قدرة من قام بالثورة على جنى ثمارها، ونفهم أيضاً ثورة الإخوان للحصول على جائزة ثورة يناير بالوصول إلى سدة الحكم. ولعل العبارة البليغة التى رددها الدكتور زيدان التى تقول «إن الوعى هو وقود الثورة» هى كاشفة لما سبق وأيضاً هادية لما نعيشه الآن حتى لا تدفع بنا «السذاجة السياسية» و«العاطفة البريئة» إلى تسليم إنجازات ثورة 30 يونيو 2013 إلى قوى لا تستحقها أو غير أمينة عليها. وأسعدنى قول الدكتور زيدان إن ثورة 30 يونيو مكملة لثورة يناير، وإن ثورة يونيو أكثر نضجاً من ثورة يناير بسبب تراكم الخبرة التى حصلت عليها. إننا فى زمن أحوج ما نكون فيه لأن نسعى إلى فهم مجريات الأمور بشكل فيه وعى وعمق. الأحداث التى نحياها أكثر من مجرد أخبار وأعمق من مجرد شريط صور. إن سرعة وتلاحق الأحداث اليومية والتطورات الجسيمة فى حياتنا تسرق الوعى الجمعى للناس وتجعلهم يلهثون حول تفاصيل الخبر يتابعونه بشكل لحظى وكأنه فيلم مصرى طويل ملىء بالمشوقات والمشهيات الإنسانية والتراجيدية والدموية والسياسية. إننا فى فيلم مصرى طويل شاهدنا فيه رئيساً يحاكم وجيشاً يحكم والهاربين من المعتقل يصلون إلى حكم البلاد ثم يفقدونه فى 12 شهراً. إننا فى فيلم شاهدنا فيه دماء على الأسفلت وفض اعتصامات ومظاهرات طلبة، وشباباً يتم إلقاؤه من على أسطح المنازل. إننا فى فيلم مصرى طويل فيه صراع بين الجيش والإخوان على قلب البطلة المسماة بـ«مصر المحروسة». نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم مصرى طويل فيلم مصرى طويل



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon