عماد الدين أديب
الهزيمة الساحقة التى منى بها منتخب مصر أمام فريق غانا 6 مقابل هدف واحد فى استاد «كوماسى» هى نتيجة متوقعة لمن يريد إبعاد العواطف الوطنية والأمنيات الشعبية، ويسعى لتحليل الأمور بعقل بارد وبموضوعية الظروف المحيطة.
كرة القدم، مثلها مثل أنواع الرياضة تقوم على 3 أسس: العلم، التدريبات، الموهبة.
فى الحالة المصرية نحن دائماً نعتمد بالدرجة الأولى على الموهبة ونعتقد أن حضارة الـ7 آلاف سنة سوف تدفع أقدام الرجال إلى الفوز التلقائى دون أدنى مجهود وبعدها نذيع على الفضائيات أغنية «والله وعملوها الرجالة» و«المصريين أهمه»!
فى بريطانيا حينما يفوز المنتخب الإنجليزى بمسابقة لا نرى الإنجليز يمجدون فى تاريخهم الملكى أو يضعون صورة جلالة الملكة إليزابيث الثانية فى استاد «ويمبلى».
وفى إسبانيا حينما يفوز «برشلونة» بكأس الملك خوان كارلوس لا تتحرك النزعة «الكتالونية» لتلك المنطقة الجغرافية.
وفى ألمانيا حينما تفوز بكأس أوروبا لكرة القدم لا تتحرك مشاعر ألمانيا فوق الجميع التى روجها هتلر فى الحرب العالمية الثانية.
الفوز والهزيمة، فى كرة القدم، فى الحروب، فى المسابقات العلمية، فى مهرجانات السينما، هى مسألة تخضع لمقاييس علمية موضوعية فيها جهد ومثابرة وانضباط صارم لا يعرف الكلل أو الملل.
ولم نسمع عن مدرب أى فريق انهزم قال إن سبب هزيمته هو الأمطار أو طبيعة أرضية الملعب أو نقص الأكسجين أو أنه تسلم مسئولية الفريق منذ فترة قصيرة!
المدرب الدولى المحترف إما أن يفوز أو أن ينهزم، فإذا فاز فهو انتصر، وإذا انهزم فهو فشل، وهو أيضاً مسئول عن هذا الفشل.
أما مبدأ التعادل فهو فى عرف المدرب العالمى نوع من أنواع المكسب.
الفوز فوز، والهزيمة هزيمة بصرف النظر عن الأسباب أو الأعذار.
وكما يقولون فى ثقافة الغرب لا شىء ينجح مثل النجاح، ولا شىء يدق جرس الإنذار مثل الهزيمة.
أما فكرة التمثيل المشرف التى ابتدعها العقل المصرى بمعنى أنه لا يهم أن يفوز ولكن المهم هو التمثيل المشرف فإن هذا لا ينطبق أبداً على مدرب أى فريق عالمى محترف.
يجب أن ندخل المباراة أو أى تحدٍ نجربه بمنطق الرغبة فى الفوز.
يجب أن يحكمنا منطق الانتصار والفوز والتفوق وليس منطق البحث عن عذر لهزيمة!
نقلاً عن "الوطن"