عماد الدين أديب
وفق أى شروط يمكن أن تنجح مبادرة الفقيه الدستورى والعالم الجليل الدكتور أحمد كمال أبوالمجد التى تبناها منذ عشرة أيام بهدف إيقاف حالة الصراع الحالى المحتدم بين جماعة الإخوان ونظام حكم ما بعد ثورة 30 يونيو؟
فى اعتقادى الراسخ أن أى مبادرة ناضجة لا بد أن تقوم على مبدأ مقايضة شىء بشىء مثل مبدأ «الأرض مقابل السلام».
فى حالتنا هذه فإن المقايضة ستكون سلامة الجماعة واستمرارها مقابل الاعتراف بالشرعية الجديدة والدخول فيها ونبذ العنف.
سلامة الجماعة تعنى حق وجودها السياسى والقانونى ممثلاً فى حزب الحرية والعدالة بأمواله وبمقاره وبأعضائه وكأنه يشكل وجوده القانونى والسياسى والمادى مقابل الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو والدخول فى مؤسساتها وعدم المنازعة على وجودها ونبذ جميع أشكال العنف التقليدى والمسلح.
ولعل أكثر ما أوقع الدكتور كمال أبوالمجد وهو يحاول إنجاح مبادرته هو اكتشافه أن قيادات الإخوان الحالية الموجودة خارج أسوار السجن ليست لديها القدرة على اتخاذ القرار التاريخى الصعب بالدخول فى مفاوضات شرعية بشروط تبدأ بالاعتراف بشرعية النظام الجديد.
ما زال إخوان السجن يعيشون حالة نفسية مختلفة ومتناقضة عن إخوان خارج السجن.
إخوان السجن يريدون من إخوانهم خارج أسوار السجن استمرار إثارة العنف والقلاقل وتعكير صفو المجتمع وتصعيب أوجه الحياة حتى ينفجر النظام من الداخل فيسقط نظام ثورة 30 يونيو فيخرجون من خلف أسوار السجن محمولين على الأكتاف.
هذا الوهم وهذا الخلل فى الإدراك وهذا الفهم السياسى الطفولى يسبب فشل أى مبادرة حوار جادة مع جماعة الإخوان.
على الجماعة أن تدرك بواقعية وشرف أنها حكمت ففشلت، وأنها أمسكت بمفاتيح إدارة البلاد وأخفقت، وأنها اعتمدت على شعبية الشارع فخرجت لها أكبر مظاهرة شعبية فى تاريخ البشرية المعاصر تقول لها «لا» مدوية هزت أركان العالم.
إذا لم تفهم الجماعة وقيادتها هذه الحقائق فهى سوف تستمر فى غيبوبة وسوف تستمر قيادتها تعيش فى هلاوس وضلالات. النظام الذى ذهب لن يعود.
نقلاً عن "الوطن"