توقيت القاهرة المحلي 03:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النص وروح النص!

  مصر اليوم -

النص وروح النص

عماد الدين أديب

النصوص الواضحة المتجددة هى أمر بالغ الأهمية فى صياغة الاتفاقيات والعقود، وبالذات فى أهم اتفاق تعاقدى فى المجتمع وهو الدستور. دستور البلاد هو عقد العقود المنظم للعلاقات بين الدولة والأفراد، أو بين الحاكم والمحكوم، وهو الصيغة التى تحدد حدود الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية تحت مفهوم أن الأمة هى مصدر السلطات. والجدل الدائر مؤخراً داخل لجنة الخمسين لصياغة الدستور الجديد، الذى وصل إلى مرحلة جديدة من الشد والجذب حول بنود بعضها، هو أمر طبيعى ومنطقى فى ظل حالة ثورية وزمن مضطرب، وارتفاع سقف الأحلام والأمنيات السياسية فى وطن قام بثلاث ثورات فى أقل من 30 شهراً وقام بإسقاط ثلاثة أنظمة وسجن رئيسين وأسقط 9 حكومات. هذه الحالة من السيولة وتضارب الرؤى يدعمها خطر الفهم المغلوط لوظيفة الدستور، وهنا نتحدث عن أى دستور. الدستور ليس اتفاق بيزنس يتعين أن يتم النص فيه على جميع التفاصيل وهو ليس «كتالوج» تفصيلياً لعلاقات جهات ومؤسسات، أو قاموساً مفسراً لكل أوجه الحياة داخل المجتمع. الدستور هو اتفاق معظم قوى المجتمع على مبادئ حاكمة ومنظمة لطبيعة العلاقات بين مؤسساته وأفراده وبين هذه المؤسسات بعضها البعض. وقصة المادة 219 المفسرة لمبادئ الشريعة فى الدستور الأخير الذى تم الاستفتاء عليه، والتى يصر حزب النور السلفى على التمسك بها ويعتبرها مادة حياة أو موت فى أى دستور، وأن حذفها أو تعديلها يعتبر أمراً فاسخاً للدستور لو لمشاركة الحزب فى صياغته، هى قصة ممللة تتكرر عند صياغة أى دستور أو أى مادة حاكمة فى أى اتفاقية أو قانون. هنا أطرح السؤال الساذج البرىء الذى يكاد يفقدنى صوابى: هل تفقد مصر مصريتها لو لم يتم النص على أن اسم الدولة مصر، وهل يتغير موقعها الجغرافى لو لم ينص الدستور على محيط مصر العربى؟ وهل تعقد مصر هويتها الإسلامية لو لم ينص الدستور على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى مصدر التشريع؟. ماذا لو كتب الدستور أن مصر تقع فى استراليا؟ وأن دين الدولة البوذية؟ وأن اسم مصر سيصبح بوركينا فاسو؟ لقد علمنا التاريخ -وهو خير معلم- أن النصوص والمواد القانونية والدستورية، رغم أهميتها، لا قيمة لها إلا بتوافق معظم الناس عليها وإعانة غالبية المواطنين على العمل بها، فهل هناك من يعلم؟! نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النص وروح النص النص وروح النص



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon