توقيت القاهرة المحلي 08:46:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حقيقة الأمريكان

  مصر اليوم -

حقيقة الأمريكان

عماد الدين أديب

تعيش واشنطن حالة من الاضطراب الشديد والارتباك الكامل فى التعامل مع الملف المصرى عقب ثورة 30 يونيو. ويبدو أن القرار الأمريكى تجاه مصر محاصر بثلاثة عناصر متضاربة: الأول: موقف إدارة أوباما الداعم تقليدياً لدور جماعة الإخوان والرهان منذ ربيع 2011 على أن جماعة الإخوان فى المنطقة العربية هى القوة البديلة لحكم المؤسسة العسكرية لأنظمة العالم العربى. الثانى: استثمار الإدارة الأمريكية فى مصر اقتصادياً وعسكرياً منذ عام 1979 على مر عهود حكم السادات، مبارك، المجلس العسكرى، مرسى، وأن هذا الاستثمار الذى تعدى 95 مليار دولار أمريكى يجب المحافظة عليه مهما كان شكل النظام الحاكم فى مصر. الثالث: المعارضة اليمينية التى يقودها الحزب الجمهورى المعارض الذى وصل فى صراعه السياسى مع أوباما إلى حد تعطل الحكومة الفيدرالية عن دفع أى دولار للدائنين بسبب الخلاف المستحكم بين الحزب الديمقراطى الحاكم والحزب الجمهورى المعارض. وجدير بالذكر أن الحزب الجمهورى كان دائم الاعتراض على سياسات أوباما الموالية للإخوان، وأن بعض نوابه ذكروا فى لجنة المساعدات العسكرية بالكونجرس أن جيش مصر، وليس الإخوان، هم الحليف التقليدى الذى يمكن الوثوق به فى مصر. هذه العناصر مجتمعة وضعت صانع القرار الأمريكى فى حالة ارتباك شديدة إلى الحد الذى أصبحت فيه الإدارة تصدر فيه قرار تجميد المساعدات ثم تعود وتؤكد استمرار بعضها فى ذات اليوم. هذه العناصر جعلت وزارة الدفاع الأمريكية توقف أو تجمد صفقة طائرات جديدة لمصر، لكنها لم توقف دورات التدريب للضباط المصريين على أراضيها. واشنطن تريد أن تحافظ على العلاقات مصر لكنها غير قادرة على الصمود أمام ضغوط الحزب المعارض ولا أمام مهندسى سياسة دعم الإخوان فى الحزب الديمقراطى، الذين لا يريدون الاعتراف بفشل هذه السياسة. السؤال الذى يجب أن نتوقف أمامه جميعاً هو: هل قررت الإدارة الأمريكية -نهائياً- التوقف عن محاولة دعم الإخوان للوصول مرة أخرى إلى الحكم فى مصر، أم أن ما تقوم به هذه الأيام هو نوع من أنواع «الأكاذيب السياسية» بهدف شراء الوقت لحين إثبات قدرة نظام من بعد ثورة 30 يونيو فى تحقيق الاستقرار من عدمه؟ الشهور القليلة المقبلة سوف تكشف إلى أى حد سوف تلتزم واشنطن بالتعاون أو بالمقاطعة، بالدعم أو بالتآمر ضد النظام الجديد فى مصر. فى يقينى أن هذا الموقف سوف يتضح عقب نهاية الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية فى البلاد. عندها فقط سوف يستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود الأمريكى. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقيقة الأمريكان حقيقة الأمريكان



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon