عماد الدين أديب
كلمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى نهاية الحفل الغنائى بمناسبة احتفالات 6 أكتوبر هى محطة بالغة الأهمية فى محطات تواصل هذا الرجل بالرأى العام فى مصر.
نجح الفريق أول السيسى مرة أخرى بأسلوبه السهل الممتنع وعباراته التى تمس الوجدان الشعبى والحس الوطنى للمصريين فى زمن الشعور بفقدان الزعيم والزعامة والدور الرائد لمصر، أن يرسل شحنة جديدة من العاطفة الصادقة للجماهير.
نجح الفريق أول السيسى بذات القوة التى فشل بها الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى فى التواصل القوى مع ملايين المصريين.
خطاب السيسى لعموم المصريين، أما خطاب د.مرسى فقد كان موجهاً للأهل والجماعة والعشيرة.
كلمات السيسى قصيرة من القلب، بينما كلمات د.مرسى طويلة من الحنجرة.
كلمات السيسى تقتحم نفوس المصريين من دون استئذان، بينما كلمات د.مرسى خشبية تفشل فى تحريك مشاعرهم.
السيسى يراهن على الناس؛ كل الناس، بينما د.مرسى كان يراهن على الجماعة، فقط الجماعة.
قال السيسى أمس مخاطباً عموم الناس وكأنه يوصيهم ببلادهم: «أرجوكم ما تكسروش بخاطر مصر» ثم عاد وقال «مصر محتاجة للعمل علشان تقدر تكون قد الدنيا».
هنا يقدم السيسى الحلم الوطنى لجماهير مصر فى وطن يتجاوز حدوده بلا سقف أحلام «قد الدنيا»، لكنه يستدرك ليذكّر الحالمين من المصريين أن هناك «فاتورة» وهناك «ثمن» يجب أن ندفعه لتحقيق هذا الحلم، وأول الأثمان المطلوبة هو «العمل».
حينما يوصينا الفريق أول عبدالفتاح السيسى «بعدم كسر خاطر مصر» فإنه يوصينا بثلاثة أمور أساسية فى آن واحد.
1- بحب مصر
2- بصيانة هذا الحب
3- بعدم خيانة هذا الحب
قد تبدو كلمات السيسى بسيطة لكنها فى حقيقتها عميقة مؤثرة تخترق جدران قلوب المصريين إلى الحد الذى استطاعت أن تحركهم وتخرجهم من بيوتهم بالملايين تلبية لـ«الوعد الصادق» وكلمات رجل محترم احترم نفسه باحترامه للناس.
نقلاً عن جريدة "الوطن"