توقيت القاهرة المحلي 23:08:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى القمع لن تقدر عليه يا باشا

  مصر اليوم -

حتى القمع لن تقدر عليه يا باشا

وائل عبد الفتاح

عظيم.... الباشوات فى الإسكندرية ألقوا القبض على مجموعة نشطاء أمام محاكمة خالد سعيد. ... لماذا؟ هل ما زال الباشوات يعيشون فى الزمن الذى ألقاه المصريون فى قمامة التاريخ؟ هل ما زال خالد سعيد أيقونة الثورة يزعجكم؟ ها ما زلنا نزعجكم بوقفات احتجاجية أو مظاهرات؟ هل ما زالت المطالبات بالحرية.. هى شغب، والدفاع عن الحق.. خطة تدمير للبلاد؟ يهمنا أن نعرف روايتكم التى تمارسون فيه عملكم وتحصلون فيه على مرتبات مقتطعة من ضرائب نفس هذا الشعب الذى تحبونه مطيعا، خافضًا الرأس، نائمًا فى بيته، مستسلمًا لكل نفخة كدابة ورغبة فى أن يسلى الباشا الجديد ليله بتكدير عابر فى الليل... نعرف أنكم مشوشون.... رواياتكم مرتبكة... فلا عادت دولتكم كما هى، ولا السلطة تقدر على حمايتكم كما كانت، ولا أحد يمكنه حسم القضية: هل عاد زمن القمع الجميل؟ هل ستقيمون حفلات التعذيب بحثًا عن متعة ليلية؟ هل ستصطادون النشطاء كى تكتبوا فى تقاريركم: كله تمام يا فندم. إنكم مساكين فى ثياب الوحوش القديمة، تحاولون العودة إلى زمنكم السعيد بالنسبة لكم، اللعين بالنسبة لكل من يحترم إرادته وكرامته ولا يحتمل الحياة اليومية للانتهاكات... لماذا ألقيتم القبض على المطالبين بحق خالد سعيد؟ هل تريدون حماية قاتله (أو فرقة قتله)... بعد أن تاهت القضية وسط أضابيركم؟ أم أنكم تريدون تجريم أنشطة التعبير، رغم أن الشعب أزاح الإخوان وحكمهم، بمظاهرات، ونشطات تعبير (من الوقفات إلى التوقيع على استمارات... وحتى هدير الملايين...). الباشوات يومها قالوا إنهم يحمون «الحق فى التعبير» فماذا حدث، من له مصلحة فى خروج الشرطة عن عهدها... ألم يبلغ أحد اللواء محمد إبراهيم القاطن فى لاظوغلى أن الحرية ليست منحة، أو كيس حلويات توزعه وقتما تريد... ألم يبلغك أحد يا سيادة الوزير أنه لا راحة لمن يتوهم أنه ساحر وسيعود بالسحر القديم. قلناها أيام المجلس العسكرى الأول.. انتهت أيام «الأمن مقابل الكرامة»... وهذا لم يكن درسًا مرحليًّا، لكنه وعى بالتغيرات التى لن تجعل أحدًا يقبل مهزلة أيام الفساد والاستبداد.. لن تستطيع القمع، ولن تقدر على بناء حواجز الخوف من جديد.. فلماذا تعيد أفعالك المعادية للحريات؟ لماذا تذكرنا بأيام ملعونة... لن ننسى.. وكما ترون خالد سعيد لم يدفن مع جريمتكم وتزويركم وكل البروباجندا المصاحبة لوحشيتكم ... هذه مشكلتكم.. ذاكرتكم تسير باتجاه واحد.... اتجاه تكريس سلطوية... متوحشة... ولأن انتهى زمن الاتجاه الواحد... وكما رأيتم فإن خدمة الإخوان انتهت أسرع مما تتصورون... وأن لعنة جيكا والجندى وكريستى طاردت المرسى... وستطارد كل مشارك فى جريمة بمن فى ذلك اللواء الوزير نفسه.... لن تثمر محاولاتكم فى إعادة فرض أدوات القمع القديمة إلا فى صالح الإخوان مبدئيا، فهم صائدو الفرص المقيمون خارج التوقيت ويحييهم كل ما يفشل تركيبة ٣٠ يونيو.. ولن تثمر أيضا إلا حفنة غضب لن تتحملونها، ولن تمررها قصة «مواجهة الإرهاب» فمن يجد نفسه يدخل قسم بوليس كما كان يدخله أيام العادلى... أو تنتهك آدميته، لأن الضابط لم يعرفه فى الكمين.. أو تطارد حريته كما يحدث فى دول الموز والمانجو والفول السودانى... فإنه لن يرحمكم... ولن يدعكم تنامون.... حتى لو كان من أعتى عتاة الشريحة التى حملتكم على أكتافها فى ٣٠ يونيو... لا أحد فى السلطة قادر على حمايتكم، فلم يعد هناك مركز واحد، تعيش الدولة بتوجيهاته، هذه أوهام بالضبط تشبه أوهام أن عودتكم إلى زمن اللعنة ممكنة.. أو يمكنها أن تحدث فى زمن تغيير موازين القوى... المجتمع دفع أثمانًا بكل طبقاته وشرائحه وعلى اختلاف توجهاته السياسية فاتورة باهظة من شهداء، ومصابين، وحياة غير آمنة...ولن يسكت ولو كان اليوم سعيدًا بإزاحة كابوس الإخوان إذا عاد الزمن التعس الذى يقتل فيه شاب مثل خالد سعيد وتدارى الدولة كلها على القاتل... يا باشوات أنتم لا تصنعون هيبتكم بالاعتداء على الحريات والكرامة...أنتم تصنعون فوضى لا نهاية لها. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى القمع لن تقدر عليه يا باشا حتى القمع لن تقدر عليه يا باشا



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon