عماد الدين أديب
3 أحداث منفصلة لكنها متصلة لا بد من التوقف أمامها خلال الـ48 ساعة الماضية.
الحدث الأول هو تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسى التى يطالب فيها بسرعة إنهاء الفترة الانتقالية وضرورة الإسراع بها. وقوله: «بأن الشعب وحده هو الذى يختار الحكام وهو وحده الذى يعزلهم».
الحدث الثانى هو: لقاء الرئاسة المصرية مع عناصر من الشباب وصفت بأنها عناصر شابة منشقة عن جماعة الإخوان المسلمين.
الحدث الثالث: زيارة السيدة أشتون، المفوضة العامة للاتحاد الأوروبى، لمصر وسعيها للقاء ممثلين عن جماعة الإخوان وشخصيات حكومية وشخصيات من جميع الأطياف السياسية، فى الوقت الذى تزامن فيه تصريح للخارجية المصرية يؤكد رفض مصر أى وساطة من الاتحاد الأوروبى بين الحكومة وجماعة الإخوان.
هذا كله يعنى أن النظام الجديد، نظام ثورة 30 يونيو، أصبح فى مركز أكثر قوة وصلابة وتماسكاً، وأن خصمه السياسى، وهو جماعة الإخوان المسلمين، أصبح أكثر ضعفاً وأشد ارتباكاً.
منذ 30 يونيو حتى الآن حدثت أربعة متغيرات رئيسية، أصبحت شديدة القوة وساطعة الوضوح أمام المراقب المحايد:
أولاً: وقوف الشعب -لأول مرة- ضد جماعة الإخوان، بعد أن كانت أزمة الجماعة تاريخياً -منذ 83 عاماً- دائماً مع الأنظمة وليس الشارع.
ثانياً: ضرب وتفكيك التنظيم السياسى والتنظيم الأمنى لجماعة الإخوان، وصدور حكم قضائى بحل جمعية الإخوان.
ثالثاً: توجيه ضربة قاسية لعناصر القاعدة والسلفية الجهادية وأنصارهما فى سيناء وتفكيك قواعدهما الأساسية.
رابعاً: اعتراف النظام الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة، على لسان رئيسها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بفشل نظام الرئيس السابق محمد مرسى، وإبداء الرغبة فى التعاون مع النظام الجديد.
هذه العناصر جعلت الفريق أول عبدالفتاح السيسى يقرأ المشهد الحالى بشكل إيجابى إلى الحد الذى دعا فيه إلى ضرورة التسريع بإنهاء الفترة الانتقالية.
بدا الفريق السيسى، أمس الأول، على شاشات التليفزيون أكثر ثقة وطمأنينة وهو يتحدث مرتجلاً كلمته إلى الشعب المصرى وكأنه يعلن بداية فصل جديد فى مرحلة ما بعد ثورة 30 يونيو.
مصر فى وضع أفضل الآن، لكنها لم تصل إلى بر الاستقرار المنشود بعد.
نقلاً عن "الوطن"