عماد الدين أديب
نحن بحاجة ماسة إلى خطة تسويق دعائى وإعلامى عالمية من أجل تنشيط السياحة الوافدة إلى مصر.
أول شروط هذه الحملة هو أن تختفى صور ومظاهر الاضطرابات وأعمال العنف والإرهاب من مصر فى وسائل الإعلام الدولية وتحل محلها صور وأفلام عن المشروعات الجديدة وعن حالة الاستقرار التى بدأت البلاد تنعم بها.
لن يأتينا سائح وهو يرى فنادق القاهرة ومعالمها وهى تهدد وتحرق. لن يأتينا سائح إلى شمال وجنوب سيناء وهناك حرب دائرة ضد الإرهاب والعنف، وهناك تهديد وترويع للمواطنين الآمنين هناك.
نحن بحاجة إلى شركات دولية متخصصة ذات خبرة عميقة ولديها إمكانيات التأثير والنفاذ إلى وسائل الإعلام والتسويق العالمية، بحيث تُحدث أكبر الأثر فى أقل فترة زمنية ممكنة.
إن كل يوم بلا سياحة يشكل خسائر مباشرة وغير مباشرة للاقتصاد الوطنى ولحركة المال والأعمال فى مصر.
فى عام 2010 بلغ الدخل السياحى فى مصر 14 مليار دولار أمريكى، مما أدى إلى المساهمة بشكل أساسى فى وصول معدل التنمية فى مصر إلى 8٪، وهو معدل غير مسبوق فى تاريخ مصر.
إن النشاط السياحى فى مصر يؤثر على دخول أربعة من عشرة مواطنين من قوة العمل فى البلاد بشكل مباشر وغير مباشر. وبالرغم من أهمية وأولوية تحقيق الأمن والأمان فى حياتنا فإننا يجب أيضاً أن نعمل بشكل متوازٍ وبمنتهى القوة على إنعاش الاقتصاد الوطنى الذى تشكل السياحة مجالاً رئيسياً فيه.
وفى يقينى أن عقد مؤتمر قومى مصرى أولاً، يمهد لمؤتمر عالمى لتنشيط السياحة فى الخارج، وهو مسألة يجب أن تشغل حكومة الدكتور حازم الببلاوى الانتقالية.
ليس منتظراً من حكومة انتقالية أن تحل كل المشاكل دفعة واحدة، أو فى زمن قصير للغاية نسبياً، لكنها بلا شك قادرة على وضع الحلول السليمة على المسار الصحيح.
نحن لسنا دولة صناعية كبرى ولسنا دولة قادرة الآن على تحقيق الاكتفاء الذاتى الزراعى لإطعام شعبها، لكنها بلا شك قادرة على تعزيز اقتصاد المؤسسات مثل السياحة ورفع دخل قناة السويس وتشجيع المصريين فى الخارج على زيادة تحويلاتهم إلى الوطن.
فلتكن البداية من السياحة.
نقلاً عن "الوطن"