عماد الدين أديب
لو عاش الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتى يومنا هذا لأصبح زعيماً ذا توجهات مغايرة.
وحتى لا يكون كلامى هذا مجرد كلام فى الهواء أو تحليل سياسى يفتقر إلى دليل تعالوا نقيّم مواقفه من 3 قضايا رئيسية عقب هزيمة 1967:
القضية الأولى: موقف الرئيس عبدالناصر من مسألة السلام مع «العدو» الإسرائيلى وقبوله لمبادرة «روجرز» وما جاء فى بعض أوراق العاهل الأردنى الملك حسين -رحمه الله- حينما قال: «إن الرئيس جمال عبدالناصر نصحه بألا يُضيع أى فرصة للتفاوض حول الضفة الغربية ومحاولة إخفاء أى مفاوضات دبلوماسية مع إسرائيل».
القضية الثانية: موقف الرئيس عبدالناصر من مسألة الحريات وإعطاء الأولوية للشرعية الثورية منذ عام 1954 إلى أن جاء بيان 30 مارس 1968 كوثيقة إصلاحية بمقاييس زمنها وتركيزها على الحريات، خاصة حرية التعبير، ومواجهة كل أشكال الفساد.
القضية الثالثة: موقف الرئيس الراحل من مسألة إعطاء الفرصة للتكنوقراط وحكومة الكفاءات والقوى المدنية بعدما كانت الأولوية المطلقة هى إدارة شئون البلاد بأهل الثقة من المؤسسة الأمنية.
الظرف الموضوعى يفرض على الزعيم الحقيقى ضغوطه من أجل التغيير والإصلاح حتى تكون سياساته مواكبة ومصاحبة للتطورات التاريخية التى تعيشها البلاد والمنطقة والتوازنات الدولية.
هناك فرق شديد بين الثبات على المبدأ وبين الجمود.
«الثبات على المبدأ» يعنى مثلاً الثبات على مبدأ العروبة أو مبدأ احترام القانون أو احترام حقوق الإنسان الأساسية، أما «الجمود» فهو رفض التغيير وتعديل المسار فى حال ثبوت فشل الاختيارات والسياسات التنفيذية.
رحل «عبدالناصر» عنا وهو ذو عقلية قابلة للمراجعة النقدية الموضوعية دون خجل أو خوف من الاتهام بالتراجع.
أما جماعة الإخوان فى عهد الدكتور محمد مرسى فما زالت تعانى من الجمود والتَّزمُّت وعدم القدرة على فهم ظروف الزمان والمكان.
أرى خللاً عميقاً فى الإدراك!!
نقلاً عن "الوطن"