توقيت القاهرة المحلي 12:48:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا يريد الإخوان؟ وماذا تريد الثورة؟

  مصر اليوم -

ماذا يريد الإخوان وماذا تريد الثورة

وائل عبد الفتاح

الإخوان يريدون صنع مظلومية. وهذه المرة يفشلون، لا يقدرون على إقناع أحد بأنهم فى حد ذاتهم «تنظيم مظلوم». الرفض الحقيقى لإجراءات الدولة الأمنية ضدهم ليس من أجلهم، ولا تعاطفا معهم، عكس كل المظلوميات السابقة. وهذه لحظة فارقة فى تفكيك خطابات الضحية، والقسوة التى تجعل الفرد منحازا بالطبيعة لأى صاحب ماسأة،وبالتالى ضد ظالمه. الرواية فى مصر لم تعد خطا واحدا، أصبحت معقدة، وتبسيطها فعل من أفعال الحماقة. من هنا فإن استعراضات الإخوان أو أطلال تنظيمهم تعبِّر عن بؤس مفرط، فهم بلا خيال يسرقون شعارات ثورة كانوا أحد عناصر فرملتها، ويتحركون بخيال ليس فى تاريخهم، فهم يتحدثون الآن عن الشارع، بينما تاريخهم كله خيالهم محدود فى التنظيم. ولأنهم لم يستخدموا التفكير كالعادة، فإن تركيزهم على شعار الأصابع الأربعة السوداء على خلفية صفراء،لا يعنى سوى أنه علامة شىء فى الماضى لا يمكن البناء عليه، خصوصا عندما يربط بخزعبلات مثل عودة المرسى أو الدستور الملعون أو كل ميراث تلك السنة السوداء، وهذا كاشف عن الخواء الكبير الذى يدور فيه الإخوان، وعن عدم قدرتهم على الخروج من «أسر التنظيم» باعتبارهم مواطنين، هم أعضاء فى قبيلة أو طائفة، لا يمكنهم التحرر من هذه الرابطة، لأنها مطلقة، كما لا يمكنهم فتح أفق سياسى تتغير فيه الشعارات لتحمل مطالب أخرى، تدعم السعى باتجاه بناء نظام ديمقراطى. ولا يفهم الإخوان أنهم لن يكونوا ديمقراطيين بمجرد رفع هتاف كانوا ضده مثل «يسقط حكم العسكر»، وعلى العكس فإن رفع الشعار الآن تجسيد لانتهازية أصيلة فى التنظيم، ستجد ألف دليل لكشفها وفضحها. ومرة أخرى كل هذا لأن الرواية تعقدت، وعشنا منذ ٢٥ يناير ما لم نجربه فى سنوات طويلة، وتغيرت المواقع، وانزاحت مراكز القوة لندرك أن الأمر لا يبدو سهلا، والمواقف لا بد أن تكون مركبة، فلا يمكن أن تطالب مثلا بالتحقيق فى «مذبحة رابعة» بدون التحقيق مع كل أمراء الكراهية على منصتها، كما أن نشر «الجزيرة» لبروباجندا الإخوان ليست كما كان الحال فى الـ١٨ يوما، نافذة للممنوع، لكنها دعاية فاضحة لمفهوم «الحياد» الذى حقق شهرة القناة. هنا انزاحت المواقع القديمة، فلم تعد الضحية الإخوانية أكثر من منافس على السلطة، كما أنه لا يمكن اعتبار ما يحدث فى مصر منذ ٣٠ يونيو مجرد مؤامرة من الدولة الأمنية. بالتأكيد هناك قطاعات من هذه الدولة الأمنية تسعى لـ«عودة المنتقم» كما أن النزعة السلطوية عند المؤسسة العسكرية تلخص نفسها فى إعلاء مفهوم «الأمن القومى» مع الحفاظ على غموضه وعدم تحديده بما يمنح سلطة مطلقة يمكنها تفسير أى فعل على أنه «ضد الأمن القومى». لكن بالتأكيد أيضا أن هناك قوة جديدة لم تخرج نهائيا من الفضاء الذى تكون بفعل ٢٥ يناير، وهى أيضا التى شكلت روح ٣٠ يونيو، هذه القوة ما زالت مؤثرة، ولا يمكن صناعة مستقبل إلا بوجودها. المدهش ليس تعرض القوة الجديدة لابتزاز الإخوان، ولكن لإضعاف مَن داخلها، وذلك مع نشر مناخ الإحباط والهزيمة المسبقة، وكأن الدولة الأمنية ستتنازل عن أحلامها لمجرد أن الثوار يريدون ذلك، أو ستخفت سلطوية المؤسسة العسكرية وتتفهم طبيعة التغييرات، خوفا من إحباط الشباب أو تأكيدا على نجاح الثورة. طبعا ستنجح الدولة الأمنية إذا علا الانهزام أمامها، وستحتل السلطوية مساحتها ما دامت الولولة وحدها فى المواجهة، وتسمع صوت الأشباح إذا صدقت الخرافات عنها. إذا لم تدرك القوى الجديدة أنها ما زالت فى الملعب واكتفت بالاستمتاع بخطاب المازوخية، وهزت رؤوسها مع مداحى المظاليم فى الإخوان، وفرق الندابات المهزومين.. فإنها تحقق لخصومها ما يريدون.. هل يمكن أن تنتصر لمجرد أنك قادر على الشكوى، والندب، والاستسلام لرواية خصومك على تعددهم؟ أين أنت؟ أين روايتك؟ الثورة ليست فيلما عربيا نهايته سعيدة. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا يريد الإخوان وماذا تريد الثورة ماذا يريد الإخوان وماذا تريد الثورة



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon