توقيت القاهرة المحلي 02:35:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

100 ألف شاعر من أجل التغيير

  مصر اليوم -

100 ألف شاعر من أجل التغيير

وائل عبد الفتاح

كأنهم يعتذرون. ‎يقولون: لقد آن الأوان لنكتب كتابة اللحظة. ‎يقصدون: كتابة تليق بالثورة. ‎ويقصدون أيضا: تسقط الكتابات القديمة. ‎هل كان ما يكتب قبل الثورة عيبا يعتذر عنه بكتابة جديدة؟ ‎الكتابة ما زالت رسالة بمعنى قديم ما، تكشف الحقيقة للشعب، وتكتشف حقيقة الشعب. ‎لم يفهم أحد أن الشعب لن يقرأ ما يكتب عنه، وأن رحلة الخروج من هذه الكتلة الغامضة إحدى رحلات الكتابة ‎ الكبرى. ‎محمود درويش مثلا كان مطرب العواطف السياسية.. لكنه طرب خاص. اختلط فى البداية مع أصوات أخرى فى الكورس الفلسطينى.. وسرعان ما انفصل وحده.. بصوت نقل العواطف إلى منطقة أعمق.. سرق فيها فرديته خطوة خطوة.. وسربها إلى مغرميه.. الذين لم يكتشفوا سرها إلا بعد سنوات طويلة.. حينما أفشى درويش أسرار السرقة سرًّا سرًّا. ‎جرب درويش ألعاب الخيانة كلها.. خان فرديته وأصبح شاعر القبيلة، فترات يغنى على هواها ويجمع جنودها على إيقاعه العالى.. وخان انتظارات الجنود حين نزل من على صهوة جواد النبوة وكتب عن الحب والوجود.. والفرد الغريب الهارب من قبيلته. ‎أراد الجمهور أن يسجن درويش فى حالة الطرب السياسى.. لكنه بعد «ورد أقل» (1986) فتح مدنا جديدة فى الشعر.. تحولات المنشورات الثورية والبكائيات إلى حكايات شخصية جارجة.. أساطير صغيرة.. وأغنيات لا تسمع طربها عاليا.. الجمهور أصر على إعادة سماع الأغنيات القديمة.. الجمهور اتهم المطرب بالخيانة.. ودرويش لم يرضخ.. وقاد الجمهور إلى حياة جديدة. ‎أسئلة قديمة على اللحظة. ‎كما كان سطر كتبته فى قصيدة أقول فيه «اقرأ رواية لألقن قلبى دروسا فى الصبر» سطر عابر، تصوره حارس من حراس معبد الشعر تعبيرا عن موقف من الرواية. لكنه كان كفيلا ببداية صداقة مع كاتب آخر. يقترب من عمرى. لمسنى إيقاعه من بين عشرات كانوا معنا فى نصف الحجرة نفسها. كانوا نشيطين. يلعبون بالنظريات الجديدة. مثل الحواة المهرة. جاهزون دائما للكلام عن ثورة الشعر. شعرت أننى مع فدائيين. مع لجان ثورية. تخيلت أن الشاعر الأكبر سنا ضابط رتبته كبيرة. وهؤلاء الصغار متدربون فى الفصل. كل منهم يجهز نفسه لرتبة. الضابط الكبير كان يحلم باحتواء الضباط الصغار. لكنهم خذلوه وتبعوا ضابطا آخر يمتلك لسانا شعبيا أكثر. انسحب الشعر تدريجيا من النقاشات والخلافات. وبقيت التهم الأخلاقية. الخيانة. النميمة. تقطيع السير المختبئة خلف الستارة. الضابط أصبح مسكينا يلعن الخيانات الاجتماعية. والفدائيون الصغار استهلكوا جلسات الضابط البديل. وانشغلوا بعدها بترتيبات الحياة. وبقى لى صديقى. وإيقاع يريحنى وحدى. أمس ٢٨ سبتمبر كان احتفال ١٠٠ ألف شاعر من أجل التغيير. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

100 ألف شاعر من أجل التغيير 100 ألف شاعر من أجل التغيير



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon