عماد الدين أديب
هناك بعض المفاهيم إذا ما درسناه بشكل علمى وفهمنا حقيقة معانيها لكنا قد وفرنا فى أنفسنا كوارث كبرى ومتاعب عظيمة وقعنا فيها.
نحن لا نعرف بالضبط معنى الثورة، ومعنى الدستور ومعنى الديمقراطية ومعنى حرية التعبير ومعنى حرية التظاهر.
نحن فهمنا بشكل مغلوط أن الشىء غير مقيد وغير محدد، بمعنى الثورة هى عمل دائم بلا قيود، والدستور هو وثيقة تحوى مطالب كل الفئات والطوائف وليست عقدا عاما للمبادئ الحاكمة فى علاقة المجتمع بالفرد، والحاكم بالمحكوم، وعلاقة السلطات الثلاث ببعضها البعض.
نحن فهمنا خطأ أن حق التعبير يعنى حق فعل أى شىء وكل شىء مخالف للقانون ما دام هو عمل احتجاجى!
نحن فهمنا أن الديمقراطية هى عمل قاصر على سلامة ونزاهة الصندوق الانتخابى، وهى بهذا المفهوم مسألة تتعلق بالتصويت وليس باحترام مبادئ الحق والحرية والعدالة.
الفهم المغلوط يؤدى إلى بدايات خاطئة والبداية الخاطئة تؤدى -بالضرورة- إلى نهاية حزينة وتراجيدية.
وما نقوم به هذه الأيام هو محاولة إعادة لمشهد مرحلة ما بعد الثورة «كلاكيت ثانى مرة»، محاولين تجنب الأخطاء الجوهرية التى وقعنا فيها عقب ثورة يناير 2011.
عشنا شهوراً نناقش أنفسنا فى أبجديات أيهما يسبق الآخر: الدستور أم الانتخابات، وأيهما يسبق الآخر: الانتخابات البرلمانية أم الرئاسية؟ وهل هناك جدوى لوجود مجلس الشورى أم يتم تحويله لمجلس شيوخ أم يتم إلغاؤه؟
استغرقنا أنفسنا، واستهلكنا شهوراً غالية وأياماً بالغة الأهمية فى مناقشات بيزنطية وجدل عقيم على المنابر والقنوات والفضائيات دون أن نصل إلى شىء محدد، ثم أدركنا بعد ذلك كله أننا كنا فى ضلالات وأوهام، وأنه يتعين علينا أن نبدأ القصة من بدايتها مرة أخرى.
تاريخنا هو تاريخ الفرص الضائعة والبدايات الخاطئة والنهايات المؤلمة!!
نقلاً عن "الوطن"