عماد الدين أديب
أمس الأول، كان يوم التراجع عن المواقف المتشددة بين واشنطن وطهران، وبين واشنطن وموسكو، وواشنطن وحكومة ثورة 30 يونيو فى مصر!
خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما يؤكد من نصوصه الواضحة ورسائله المتضمنة أنه يواجه موقفاً سياسياً شديد التعقيد، تلك هى أبرز ملامحه:
1 - الإدارة الأمريكية منشغلة بالدرجة الأولى بالوضع الاقتصادى الداخلى قبل أى ملف آخر، وبالتالى فإن أهم عنصر فى الاقتراب من ملف من ملفات السياسة الخارجية، هو حجم فاتورة التكاليف وأهم عنصر فى أى ضربة عسكرية أمريكية، هو وجود مصدر لتمويلها.
2 - إن الرئيس الأمريكى الذى ينتمى للحزب الديمقراطى، يعانى من معارضتين لسياسته، الأولى من جانب الحزب الجمهورى المعارض، والثانية من داخل حزبه هو شخصياً من قبل عدة تيارات أصيبت بخيبة أمل فى سوء أداء باراك أوباما، وهو فى منتصف مدة حكمه الثانية والأخيرة.
3 - إن هناك ارتباكاً شديداً فى الإدارة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط يرجع إلى عجز واشنطن عن تلبية عدة مواقف وحل عدة أزمات.
فواشنطن غير قادرة على تحقيق الرغبة المجنونة لتل أبيب بضرب إيران، وهى ليست قادرة على تحقيق حلم السلطة الفلسطينية بعمل دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وهى غير قادرة على تحقيق الحلم التركى بإنهاء نظام الأسد، وهى غير قادرة على تمكين حكم جماعة الإخوان المسلمين على إرث دول الربيع العربى.
إنها مجموعة من التحديات الصعبة والوعود الفاشلة والشعور بخيبات الأمل.
أما فى الحالة المصرية، فإن الإدارة قد تراجعت على لسان رئيسها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة عن دعمها للرئيس السابق محمد مرسى وإن كانت ما زالت تحدثنا عن قيامها بوضع مصر تحت «المراقبة السياسية» من قبل واشنطن، لتقصى حسن الأداء الديمقراطى فى الفترة الانتقالية.
العجيب أن أوباما ينفى عن بلاده أنها ترغب فى ممارسة السياسة من خلال سلوك إمبراطورى، بينما الشروط والقواعد التى يضعها للتعامل مع الغير، تؤكد أنه ما زال يعيش فى وهم القوة الوحيدة المتفردة بقرارات العالم!!
نقلاً عن "الوطن"