عماد الدين أديب
قال الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حواره الممتد مع السيدة لميس الحديدى على قناة «السى. بى. سى» إن الحوار الآن بين الإخوان والمجتمع هو خطأ وخطر.
كلمتان بليغتان لوصف دعوة البعض إلى الحوار مع الإخوان أو ما تبقى من القيادات الوسطى التى لم تتلوث عقولها أو أيديها بالعنف والدماء.
و«الخطأ» فى اعتقادى يرجع من منظور الأستاذ هيكل إلى التوقيت.
التوقيت فى عامل السياسة مسألة بالغة الأهمية، لأنها إن جاءت قبل موعدها أدت إلى عدم نضوج الظروف الموضوعية، وإذا جاءت متأخرة عن موعدها، يكون الحدث قد تجاوزها.
«التوقيت» هو عنصر أساسى فى إدارة الأزمات وفى علم التفاوض.
ويبدو أن الوقت ما زال مبكراً كى تدخل الجماعة والتنظيم والحزب فى نسيج الحلقة الأكبر وهى دائرة الوطن.
أزمة الإخوان المنهجية الكبرى هى أنهم يعتقدون أن الجماعة أكبر من الدولة والتنظيم الدولى أكبر من الوطن.
لذلك فإن فكر جماعة الإخوان عاش على أن الجماعة والتنظيم الدولى هما القصد وهما البداية والنهاية لأى قرار إخوانى.
ونتيجة هذا المنطق المغلوط قامت الجماعة بأكبر الأخطاء فداحة وهو محاولة إدخال «الفيل» فى ثقب الإبرة، بمعنى أنها حاولت إدخال الدولة -الجيش والشعب والوطن- داخل الجماعة وليس العكس!!
هذا المشروع غير المنطقى القائم على محاولة إدخال الكيان متناهى الكبر فى كيان متناهى الصغر، هو مشروع مقضى عليه بالفشل الذريع لا محالة.
أما عنصر «الخطر» الذى تحدث عنه الأستاذ هيكل فى وصف الدعوة للحوار الآن مع جماعة الإخوان فيرجع على ما أعتقد إلى أن عقل الجماعة تسوده الآن آثار نفسية سلبية نتيجة صدمة هائلة عقب فقدان حكم مصر الذى طال انتظاره.
والجرح النفسى والصدمة العقلية التى تعانى منها جماعة الإخوان الآن هى عدم قدرتها على قراءة رسالة أكثر من 30 مليون مصرى خرجوا يوم 30 يونيو الماضى، يقولون لحكم الإخوان: «لا وألف لا لقد فشلتم».
مرارة الفشل ما زالت تفقد الجماعة صوابها وتجعلها الآن غير قابلة للحوار أو التهدئة وقابلة فقط لهدم المعبد على رأس الجميع!
نقلاً عن "الوطن"