عماد الدين أديب
قررت جماعة الإخوان تطوير مفهومها وأساليبها فى الاعتراض السلمى على نظام الحكم فى حقبة ما بعد ثورة 30 يونيو، وبدأت أمس مرحلة جديدة من إجراءات العصيان المدنى منها حملة «عطل عربيتك»!
وتقوم فكرة الحملة على قيام بعض أصحاب السيارات بتعطيل سياراتهم على الكبارى والميادين الحيوية بحيث يؤدون إلى إعاقة حركة السيارات والمرور، مما قد يشكل حالة من الشلل المرورى فى جميع أنحاء العاصمة والمدن الكبرى.
ومن ضمن الأفكار العظيمة التى يتبناها الجيل الأوسط فى قيادات التنظيم، وهو الذى يقود العمليات الميدانية الآن، عقب القبض على المرشد ومعظم أعضاء مكتب الإرشاد ومعظم قيادات مجلس الشورى فى المحافظات، فكرة أخرى لدعوة أنصار الجماعة إلى الإقبال على الشراء المتزايد من سلعة محددة بعينها مثل الزيت أو السكر أو الأرز بهدف زيادة الطلب الهائل عليها مما يجعلها غير متوفرة.
أفكار كثيرة عظيمة يتبناها هذا التنظيم من أجل إسقاط الحكومة الحالية كخطوة أولى لإسقاط الحكم.
فات كل من يخطط أو يفكر لقيادات تنظيم الجماعة أمر بالغ الأهمية، وهو أن مشكلة الجماعة هذه المرة ليست مع النظام الملكى أو الضباط الأحرار أو مع ناصر أو السادات أو مبارك أو حتى المجلس العسكرى.
المشكلة والغضب والكراهية هذه المرة مع الشعب المصرى ومع الملايين التى خرجت فى 30 يونيو تقول «لا».. لا نريدكم فى الحكم بأى شكل من الأشكال.
واليوم وبعد رابعة والنهضة ومسجد الفتح وترويع الآمنين وقطع الطرق وحرق المقرات، وقتل ضباط وجنود الشرطة، وأحداث كرداسة الأولى والأخيرة، وقسم الأزبكية وقرية «دلجا» وحرق مائة كنيسة ودير، ازداد الغضب الشعبى ضد الجماعة.
إن المواطن المصرى الذى يعيش منذ خمسة أسابيع فى حظر تجول ويتابع ما يحدث فى سيناء فى قلق، ويرى أن مصالحه وأرزاقه كلها مهددة بسبب هستيريا الانتقام عند بعض أعضاء الجماعة، سيكون هو الطرف المضاد لهم قبل أن تتصدى لهم الشرطة أو الجيش.
الخطأ الأكبر فى عقل الجماعة أنها لا تدرك أنها خسرت الشارع.
نقلاً عن "الوطن"