عماد الدين أديب
هل تريد واشنطن تأديب نظام الأسد أم إسقاطه؟
فى الإجابة عن هذا السؤال بشكل دقيق إجابات متعددة على كثير من التفاصيل الخاصة بالسياسات الأمريكية المقبلة فى المنطقة.
وبصرف النظر عن الهدف النهائى لعملية ضرب أهداف منتخبة من قبل الجيش الأمريكى فى سوريا، فإن الأمر الواقع هو أربع حقائق رئيسية.
1- إن الضربة ليست مدعومة بقرار دولى من مجلس الأمن.
2- إن شركاء على قدر بالغ من الأهمية لواشنطن وبالذات فى بريطانيا ليس لديهم غطاء شعبى ومباركة جماهيرية لمثل هذه الضربة.
3- إن الاقتصاد العالمى يعانى منذ فترة ويعيش هذه الأيام فى حالة شديدة الصعوبة نتيجة عدم القدرة على الخروج من نفق الأزمة المالية الكبرى التى بدأت فى صيف 2008 وبالتالى فإن فكرة «كلفة الضربة المقترحة» والبحث عن ممول لها هى هاجس وعنصر بالغ الأهمية.
4- إن هذه الضربة تفتقر من الناحية الاستراتيجية عنصراً بالغ الأهمية وهو عنصر المفاجأة، بل إن تأخرها بعد الإعلان عنها يعطى فرصة لقوات الأسد فى إحداث تنقلات فى المواقع والأسلحة والقيادات بل والسلاح الكيميائى نفسه الذى قد يكون وصل بالفعل إلى أماكن فى لبنان.
وسوف يستغل نظام الأسد هذه الضربة شعبوياً فى الداخل وعلى مستوى المنطقة فى تسويق 3 شعارات أساسية:
1- إن الهجوم على سوريا هو الهجوم على دولة الممانعة الرئيسية فى المنطقة.
2- إن الضربة تستهدف ضرب وشل القدرة العسكرية للجيش العربى السورى الذى لم يسقط بعد هدف تحرير فلسطين والقدس والجولان!!
3- إن الضربة تؤكد أنه إذا كان نظام الرئيس الأسد هو العدو الرئيسى لواشنطن فإن الضربة تخدم العملاء من المعارضة السورية التى تتعامل مع أسيادها فى واشنطن!
إنه فيلم أمريكى طويل وقبيح شاهدناه بأشكال مختلفة فى فيتنام والعراق وأفغانستان والصومال وانتهى فى كل مرة بفاتورة باهظة التكاليف ونتائج كارثية لم تخدم أحداً بما فى ذلك واشنطن نفسها!!
نقلاً عن "الوطن"