عماد الدين أديب
لابد أن نفهم أن أزمة واشنطن مع المجلس العسكرى والفريق أول عبدالفتاح السيسى، ليست لها علاقة بانقلاب عسكرى أو بالانقضاض على شرعية الصندوق الانتخابى أو مناهضة الديمقراطية.
أزمة واشنطن مع الحكم الجديد فى مصر ليست مسألة مبادئ أو أخلاقيات أمريكية، بقدر ما هى عدم ثقة فى حقيقة توجه النظام الجديد!
أزمة واشنطن مع النظام الجديد أنه ليس تابعاً وليس خادماً للخطط والتصورات الأمريكية.
المشكلة ليست فى أى مسألة مبدئية، لكنها مشكلة تتعلق بموقف المجلس العسكرى من السيادة المصرية على سيناء وموقف المؤسسة العسكرية من المشروع الإسرائيلى فى المنطقة.
جيش مصر كان وما زال وسوف يظل ملتزماً بمبدأ السيادة على جميع التراب الوطنى المصرى دون تفريط.
تعلم كل أبناء الجيش المصرى منذ دخولهم فى اليوم الأول للسنة الأولى فى الكلية الحربية أن الوطن غير قابل للتقسيم، وأن دور ضابط القوات المسلحة هو أن يكون مستعداً طوال خدمته العسكرية لتقديم حياته مقابل عدم التفريط فى حبة رمل واحدة من أرض بلاده.
لو خرج الفريق أول عبدالفتاح السيسى -لا قدر الله- وأعلن استعداد جيش مصر للتعاون مع إسرائيل فى رسم خارطة جديدة لشبه جزيرة سيناء، أو أكد أن دور مصر هو رعاية الهدنة العسكرية بين حماس وإسرائيل لأصبح من المنظور الأمريكى بطلاً قومياً، ولما نطق مسئول أمريكى واحد عن المخاوف من الانقضاض على الديمقراطية.
ما يحدث فى مصر ليس هدفه عودة الرئيس السابق محمد مرسى أو إعادة الدستور السابق أو مجلس الشورى، لكن القبول بالتسليم الكامل لخطط واشنطن وتل أبيب.. تلك هى المسألة.
نقلاً عن "الوطن"