توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصالحة بالنسبة إليهم صفقة

  مصر اليوم -

المصالحة بالنسبة إليهم صفقة

وائل عبد الفتاح

الإخوان دخلوا السرداب، ولن يخرجوا منه كما دخلوه، يحتاجون إلى ما لا يمتلكونه ليعودوا إلى الحياة، مجموعات تفكر، تتأمل، ويمكنها أن تبنى شيئا من الحطام الذى أوصلتهم إليه ليس فقط أطماع خيرت الشاطر وصحبته، ولكن أصل الفكرة التى انتهت إلى تأسيس قبيلة، طائفة، تعادى مجتمعا تراه فى «جاهلية معاصرة» وتطلب الحكم وتصارع على السلطة بمنطق «إذا لم نحكم فأنتم لا تستحقون الحياة». ليس لدى هذه القبيلة إلا محاولة الابتزاز، بجريمة كانوا شركاء فيها من البداية، ولم يعد فى أوهامهم عن تنظيمهم إلا سراب القوة، وتربية الضحية وتسمينها للابتزاز بها، والشحن من جديد على قاعدة «نحن مظلومون، لأننا على حق، وفى معركة مع الباطل». المعركة هى سر الشحن للتنظيم، الحشد ضد مجتمع، ودولة كاملة، هم غرباء تجمعهم الآن مشاعر الانتقام من الذين أضاعوا فرصتهم فى تحقيق «اليوتوبيا» الوهمية. ولا شىء يقدمه الإخوان، كتنظيم، فى المستقبل غير الدخول فى «تقية» جديدة يمارسون فيها طقوس قبيلة ملعونة مهزومة، تحاول الحصول على مكسب من هزيمتها. وهذه الحالة بالضبط ما سيحاول استغلالها أكثر من طرف بينهما على سبيل المثال: 1- أمريكا التى تبحث عن إخوان جدد، تحشرهم فى أى تركيبة للمستقبل، وهذه إحدى طرقها للبحث عن طريقة لاستعادة مساحتها فى مصر ولو اخترعت الفكرة اختراعا ستكون بمثابة عنصر ضغط على تركيبة 30 يونيو فى مصر، وعنصر تفريغ للشحن الإسلامى المتطرف الذى سينطلق بعد مغامرة أوباما فى سوريا. 2- الجهة الثانية التى تنوى استخدام القبيلة المهزومة هم العائدون من الدولة الأمنية، فبالإخوان وحدهم مهزومين أو منتصرين أو منتظرين للصفقات، تحيا هذه الدولة ما دام الإخوان ومَن على شاكلتهم من التنظيمات المنتظرة للخلافة تحت السيطرة، وهنا ستستخدم فكرة مطاطة مثل «المصالحة» للتغطية على «خطة إعادة الاستفادة من الإخوان» بالتفاوض معهم، مع التنظيم، لتتحول «المصالحة» إلى «صفقة» يعاد فيها ترتيب أوضاع قادة الإخوان (من الوجوه الناعمة مثل محمد على بشر وعمرو دراج) ليكونوا رسلا للوجوه التى أصبحت شرسة(الشاطر ومَن تبقى فى شبكته). هذه ليست مصالحة، وإنما صفقة، ولا تهتم بتنقية البيئة السياسية، لأنها لا تنظر إلى الأعضاء، خصوصا البعيدين عن المعركة الحربية، وإنما تمنح رخصة جديدة لأمراء الكراهية فى رسم المستقبل (التنظيم والدولة). المصالحة ستختصر كما اختصرت توبة الإرهابيين فى التسعينيات بالسيطرة على القيادات لاستخدامهم وقت الحاجة إليهم. العائدون من الدولة الأمنية هم جناح فى تركيبة 30 يونيو، ويبدون أحيانا أكثر فعالية لأنهم الأكثر خبرة فى لحظات الطوارئ، يساندهم خبراء تم استدعاء أغلبهم من أجندات التليفون القديمة، وهما معا أكبر خطر على تركيبة 30 يونيو لأنهم، مثل الإخوان بالضبط، يريدون إبعاد المشاركة الشعبية إلى الهامش وتحويل 30 يونيو إلى بطولة مطلقة للجيش والشرطة، بمشاركة الجماهير كمتفرجين. العائدون من الدولة الأمنية، جناح يتصارع من أجل ابتلاع التركيبة كلها، لأن هذه طريقتهم فى الحكم، ويشبهون فيها الإخوان، لا يحكمون إلا بالتكويش والسيطرة ووضع البلاد كلها فى قبضتهم كطبيعة أى نظام سلطوى(الإخوان فعلوا ذلك وكانت نهايتهم). هذا الجناح سيستخدم الإخوان، أو من سيخرج من سراديبهم فى «تخويف» المجتمع كله، وفى المقابل فإنه سيضرب الجناح المدنى فى التركيبة أو يضعه تحت ضغط حتى لا يسهم فى بناء نظام ديمقراطى يحافظ على قوة المجتمع ولا يلغيها بالتسلط والوصاية والقمع. الجناح المدنى متردد بسبب تكوينه الضعيف فى ممارسة السلطة، ولأن سقف التوقعات أكبر من إمكانياته الحالية، لكنها إمكانات لا تهبط من السماء، ولا تتكون الخبرات بمجرد الإيمان بالأفكار، لكنها تحتاج إلى وقت تتشكل فيه وفق طموحات تركيبة 30 يونيو فى دولة حديثة يمكن استخلاصها من العفن الذى يحيط بها من سنوات الانحطاط الطويلة فى الاستبداد. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصالحة بالنسبة إليهم صفقة المصالحة بالنسبة إليهم صفقة



GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 22:59 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نجيب محفوظ كاتب أطفال

GMT 22:57 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

أرجوحة الخديو

GMT 22:54 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

رفح وعلم التخصص وأسئلة النساء

GMT 22:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

روشتة لمواجهة الحر!

GMT 22:45 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

فقال لا أعرف

GMT 22:42 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

حيرة لجنة التحكيم في (مالمو)

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon