عماد الدين أديب
يقوم الزميل المتميز والإعلامى المعروف الأستاذ أحمد المسلمانى، مستشار رئيس الجمهورية الإعلامى، بمجموعة من الاتصالات السياسية المهمة مع أطياف مختلفة من القوى الحزبية.
وفى اعتقادى أن هذه اللقاءات على قدر بالغ من الأهمية فى هذا التوقيت بالذات لعدة أسباب موضوعية:
أولاً: انتقال حركة المجتمع من حالة الانغلاق فى دائرة الهموم الخاصة إلى المواجهة الأمنية مع العنف والإرهاب فى المدن الرئيسية فى سيناء.
ثانياً: تفعيل الخطوات التنفيذية لخارطة المستقبل السياسية للبلاد والتحرك بأقصى سرعة من أجل تطبيع الحياة وتجاوز الفترة الانتقالية فى أسرع وقت ممكن.
ثالثاً: محاولة تفسير وتسويق بعض سياسات الحكومة الحالية لبعض القوى السياسية، التى قد يتبادر لديها بعض الهواجس، أو تكون لديها أسئلة جوهرية بحاجة إلى إجابة.
فى اعتقادى أننا بحاجة دائماً أن تتواصل مؤسسة الرئاسة، بوصفها المركز الأعلى للسلطة التنفيذية فى البلاد، مع القوى والفعاليات السياسية جميعها دون تفرقة.
المهم فى هذا الحوار أن تتوافر فيه روح المساهمة الجادة، وليس الاعتماد على الظهور الإعلامى أو اللقاء البروتوكولى، وأيضاً أن تكون هناك خطوات وتعهدات تنفيذية لجدول زمنى ملزم للتحرك نحو دولة مدنية ديمقراطية. وأعتقد أن أصعب جولات الزميل المسلمانى ستكون مع حزب النور السلفى؛ لأنه اعتاد أن يدير الأزمات من منطق إمساك العصا من كل الاتجاهات.
وأخشى أن تكون موافقة حزب النور للمشاركة فى لجنة الخمسين لصياغة التعديلات الدستورية تكون خطوة نحو إظهار الرغبة فى المشاركة، ثم يأتى الموقف التقليدى لحزب النور وهو الانسحاب الاعتراضى.
نحن نريد علاقات صريحة شفافة وجادة لا تعتمد على التكتيكات السياسية أو المناورات المعتادة فى إدارة الأزمة المصرية التى تسعى إلى المقايضة على المواقف.
العبرة الآن يجب أن تكون بمقياس الإنجاز، بمعنى التقدم إلى الأمام فى إنجاز تعهدات خارطة المستقبل بكل حسم وكفاءة فى الأداء.
إننى على ثقة من كفاءة وصدق الزميل المسلمانى، ولكننى لست على نفس القدر من الثقة ببعض القوى السياسية التى لم تدرك بعد أن مصر تعيش الآن الموجة الثالثة من الثورة المصرية. هذه الموجة تسعى هذه المرة إلى بناء دولة مدنية عصرية فيها استقرار وأمن وعدالة.
لن تقبل جماهير الموجة الثالثة من الثورة المصرية أى ألعاب بهلوانية من النخبة السياسية مرة أخرى، وعلى الجميع أن يعلم أن الشارع الذى تظاهر ضد مبارك والمجلس العسكرى والإخوان قادر على الخروج مرة أخرى عند الضرورة.
نقلاً عن "الوطن"