عماد الدين أديب
الحوار المتميز المطول الذى أجراه الزميل أحمد موسى فى قناة «التحرير» مع المحامى البارز الأستاذ فريد الديب يستحق التأمل العميق ويستحق ألا يمر هكذا دون التعليق عليه.
هذا الحوار أهم ما وضح فيه أننا كرأى عام علينا ألا نخلط عن عمد بين ميولنا السياسية وعواطفنا الشخصية وبين الوقائع والأدلة التى يمكن أن تدين أو تبرئ ساحة أى شخصية عامة فى بلادنا.
واتضح بشكل واضح لدى الأستاذ الديب، وهو رجل القانون المخضرم أنه إذا كان لأى قاضٍ سلطته التقديرية فإنه يحكم من خلال الوقائع والأدلة الثابتة والتى لا يرقى إليها الشك فى ملف قضيته وأن القاضى حينما يستحضر روح العدالة معصوبة العينين، فإنه لا يضع شخص المتهم أو الضحية فى حسابه.
ويفهم من كلام الأستاذ الديب شعوره بالمرارة من «تجرؤ» البعض على التعامل مع أحكام القضاء عن جهل بصحيح القانون أو عن تغليب هواهم الشخصى فى التعامل مع أحكام القضاء وكأن القاضى يحكم على طريقة «ما يطلبه المشاهدون»!
وحينما سئل الأستاذ الديب من الزميل أحمد موسى إذا ما كان مستعداً للدفاع عن الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى، فإنه رد بشكل قاطع «آسف».
وأستطيع أن أذكر عن قناعة أن الأستاذ الديب قبل مسئولية قضية الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجليه عن قناعة عقلية وإيمان عميق ببراءة موكليه.
ويقينى أنه عقب هذا الاقتناع النفسى والعقلى، فإن الأستاذ الديب حينما تعامل شخصياً مع الرئيس الأسبق أصبح لديه ارتباط إنسانى وعاطفى بالرجل وقد أحسست شخصياً بذلك حينما رأيته دامعاً حينما كان يتحدث عن معاناة الرئيس مبارك فى محبسه وفى مستشفاه.
إن قضية الرئيس الأسبق هى قضية القرن، وهى فى يقينى الفصل الأول لملف تاريخى طويل لن يكتمل إلا حينما تعرف الحقيقة الكاملة حولها والحقيقة الكاملة لمحاكمة الرئيس الدكتور محمد مرسى.
حان الوقت كى نعرف الحقائق مجردة بتحقيق محايد وعادل من القضاء العادل.
نقلاً عن "الوطن"