عماد الدين أديب
قرر الإعلامى عمرو أديب منذ عام أن يستشهد أمام شاشة التليفزيون فى برنامجه المميز الناجح «القاهرة اليوم» الذى يقدمه منذ سنوات على قناة «أوربيت».
اختيار عمرو أديب أن يقول ما يعتقد أنه الحقيقة فى عهد الإخوان، كما فعل قبل ذلك فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وناله ما ناله من تحقيقات، ثم إيقاف لمدة 6 أشهر كاملة بلا عمل وبلا رزق.
فى عهد «مبارك» كان التهديد أو اللجوء الفعلى لسلطة القانون أو الإيقاف عبر إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، أما فى العام الماضى فإن ما كان يتهدد عمرو أديب وإبراهيم عيسى وباسم يوسف وتوفيق عكاشة هو مزيج بين التهديد بالإيقاف والتحقيقات والتهديد بالقتل أو الإيذاء البدنى.
وعاش عمرو أديب طوال العام الماضى فاتحاً صدره لرصاصات الإرهاب غير مبالٍ، غير خائف، غير راغب فى التنازل قيد أنملة عما يقول كل ليلة على شاشة برنامجه.
فعل عمرو أديب ذلك وهو يتلقى التهديدات دون أن يكون لديه مرافق أمنى خاص أو دون أن يطلب من الشرطة حراسة أمام منزله أو الاستوديو الذى يعمل فيه.
كان يخرج من منزله وحيداً ويذهب إلى الاستوديو منفرداً، ويخرج يدخن الشيشة على ذات المقهى فى كل ليلة غير عابئ مما يمكن أن يصيبه.
كنت أتابعه وأنا خائف عليه، قلق على ما يمكن أن يصيبه من أضرار.
وحينما استفحلت الأمور وزاد الخطر، طلبت أن أقابله منذ شهر، وحذّرته من مخاطر التصعيد المستمر ضد الإخوان، فنظر إلى فى سخرية قائلاً: «لم أعد خائفاً من أى شىء، سواء كان ذلك التهديد ببلاغ للنائب العام ضدى واتهامى بسب وقذف وإهانة الرئيس، أو بتهديدات المتظاهرين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى بذبحى».
كنت أحاول تهدئته وإقناعه بالتعقل قليلاً ليس من منظور الإعلامى لزميله الإعلامى، ولكن من منظور الأب الخائف على ابنه.
عشت حياتى أتعامل مع أخوىّ عمرو وعادل على أنهما قطعة من قلبى، وأنهما بمثابة الأبناء وليس الأشقاء.
وكما يُقال: قدّر الله وما شاء فعل، ففى ذات اليوم الذى كانت النيابة العامة فيه سوف تبدأ تحقيقاتها مع عمرو أديب بتهمة إهانة الرئيس، سقط الرئيس!
إن ما حدث لعمرو أديب فى عهد «مبارك» حينما عاد إلى الشاشة فى أسبوع سقوط النظام، ثم ما حدث فى عهد «مرسى»، حينما سقط النظام يوم بدأ التحقيق معه هو آية من آيات الله سبحانه وتعالى، ليس لأن عمرو أديب رجل «مبروك» أو فيه شىء لله، ولكن لأنه يراهن دائماً على مراعاة ضميره المهنى.
تحية لعمرو أديب، وكل من راهن على الضمير والمصداقية والنزاهة.
نقلاً عن "الوطن"