توقيت القاهرة المحلي 13:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بانتظار «الإخوان الجدد»!

  مصر اليوم -

بانتظار «الإخوان الجدد»

عماد الدين أديب

بعد ما حدث من صعود وهبوط، ومن مصادمات وعنف لجماعة الإخوان المسلمين على مدار 83 عاماً، ألم يحن الوقت الآن لتطوير فكر وفلسفة وأهداف الجماعة وظهور ما يمكن أن يسمى بـ«الإخوان الجدد»؟ عاشت الجماعة على فكر مؤسسها الإمام حسن البنا الذى أعلن قيام الجماعة عام 1929 فى مدينة الإسماعيلية كحركة دعوية سلفية متأثرة بالطريقة الحصافية. وكان أهم المبادئ المعلنة للجماعة عند بدء الدعوة أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسعى إلى إعادة الدين إلى صفائه وأصوله بعدما ساد الفساد وبعُد الناس عن صحيح الدين. بدأ الإمام البنا من المقاهى، مركزاً على الكلمة ومحاولة تشكيل وعى جمعى مؤيد وراغب فى العمل التطوعى الاجتماعى. بدأ الإمام البنا بطلب الوقت من الناس ثم طلب المال القليل حتى وصل بهم فى مرحلة أن العضو مستعد أن يهب حياته ودمه من أجل الجماعة. ودخلت الجماعة مرحلة الأستاذ سيد قطب إلى رد فعل مسجون للمرحلة الناصرية، وتحت التعذيب وصل الفكر القطبى إلى تكفير الحاكم وإن نطق بالشهادتين وبدأ فكر الجهاد ضد الحاكم ونظامه. وما بين فكر البنا التأسيسى وفكر سيد قطب الجهادى وصلت الجماعة إلى سدة الحكم عقب ثورة 25 يناير 2011. وفى 30 يونيو 2012 وصل ولأول مرة رئيس ينتمى للجماعة إلى سدة الحكم واعتقدت الجماعة أن مشروع البنا قد نجح بعد 83 عاماً من الصبر والمثابرة. الآن تحول فرح الجماعة إلى مآتم، وتبدل الشعور بالانتصار إلى الشعور بالإحباط التاريخى. وأصبح الموقف شديد الصعوبة، وتطور التحدى إلى حالة بالغة الخطورة وانحسر مسرح الأحداث كله فى مربع أمنى اسمه رابعة العدوية. وأصبح الخيار أمام الجماعة الجريحة المهزومة إما الانتحار الدموى بتفجير نفسها فى صدام مع الجيش والشرطة والمجتمع، أو الانتحار السياسى برفض كل مشروع أو عرض سياسى للمشاركة فى المرحلة الحالية. هذا الوضع هو تحصيل حاصل فكر الحرس القديم الذى أوصل الجماعة إلى حالة الاختيار بين نوعين من الانتحار الدموى أو السياسى! حان الوقت الآن لظهور فكر جديد داخل الجماعة يتجاوز حالة الثأر التاريخى مع كل الأنظمة السياسية السابقة. حان الوقت كى يصعد شباب الإخوان لتسلم مقاليد الأمور فى الجماعة وإصلاح فكرها ومقاصدها وأهدافها بحيث تتوافق مع لغة العصر وأفكاره المدنية الإصلاحية. حان الوقت لكى تؤمن الجماعة بالمعارضة كجزء من التركيبة السياسية، ولكى تؤمن بضرورة وحتمية قبول مبدأ التداول السلمى للسلطة. حان الوقت لكن تؤمن الجماعة بأن الديمقراطية ليست فى الأغلبية العددية وأنها عملية أكبر من أصوات فى الصندوق الانتخابى. حان الوقت كى نرى إسهامات حقيقية للإخوان الجدد فى البناء وليس فى الإسقاط. من هنا علينا أن نهتم كثيراً بالأخبار الواردة عن قيام أكثر من خمسمائة من شباب الإخوان بالدعوة إلى تغيير التيارات التقليدية وبدء إصلاح فى الجماعة. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بانتظار «الإخوان الجدد» بانتظار «الإخوان الجدد»



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon