عماد الدين أديب
حاول الملك فاروق، ومن بعده محمد نجيب، وتلاه جمال عبدالناصر، ثم السادات، وأخيراً حسنى مبارك، على مدار 30 سنة، تحجيم جماعة الإخوان أمنياً وسياسياً لكنهم جميعاً فشلوا على مدار 83 عاماً.
وجاء ابن الجماعة الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى ونجح فيما فشل فيه كل حكام مصر السابقين وأجهز على الجماعة فى 365 يوماً!
إنه نجاح ساحق فى تحقيق الفشل، أو فشل عظيم فى تحقيق نجاح منشود.
وحتى نكون أمناء، فإن الرجل لا يتحمل وحده دون سواه مسئولية الإخفاق العظيم ولكن تتحمله قيادة الجماعة وهيئة مكتب الإرشاد التى كبلته بقيود من السياسات والمواقف التصادمية البعيدة عن الفكر السياسى الحديث والمناقضة لأصول التجربة الديمقراطية فى الدول المحترمة.
ساهمت الجماعة من خلال علاقة الاتحادية بالمقطم بشكل يومى يكاد يكون فيه نوع من التحكم بالريموت كنترول عن بعد.
هذا التحكم السياسى وضع الرئيس السابق فى مساحة حركة ضيقة للغاية وفرض عليه منطق السمع والطاعة لقيادة الجماعة مخالفاً بذلك قسم الرئاسة الذى يفرض عليه أن يكون رئيساً لكل المصريين وليس راعياً لمصالح وأفكار فصيل واحد منهم.
وإذا كان الرئيس السابق قد رحل، وقيادة الإخوان التقليدية إما أنها فى حالة اختفاء أو تحديد إقامة أو ستخضع لتحقيقات النيابة فى تهم منسوبة لها، فإن مئات الآلاف من أنصار الجماعة باقون فى الشوارع والبيوت وداخل نسيج المجتمع المصرى كله.
من هنا يتعين علينا ألا نقع فى فخ الإقصاء والانتقام والثأر الشخصى أو التهميش لكل من يخالفنا الرأى.
وإذا كان هذا السلوك هو أحد أسباب سقوط نظام حكم الإخوان فإن ذلك يحتم على «النظام الجديد» فى مصر أن يتحلى بالتسامح السياسى وأن يعيد تأهيل كل قواعد الجماعة كى تدخل بشكل صحى وديمقراطى فى الحياة السياسية المصرية.
علينا أن نتعلم من درس العام الماضى جيداً وألا نكرر خطايا الفكر الإقصائى.
نقلاً عن جريدة " الوطن "