توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب المُرسى

  مصر اليوم -

حرب المُرسى

وائل عبد الفتاح

أعلن المُرسى الحرب. أعلنها لأن فرصته الأخيرة هى نشر الرعب واليأس. لن يحدث شىء من مظاهرتكم.. وإذا نزلتم الشوارع ستتحول إلى بحور الدم. يفكر المرسى مثل كل مستبد، لا يرى الشعب، وينكر تمرده عليه.. ورغم أن المرسى فى الديكتاتورية من ٣٦٥ يومًا فقط فإنه تربية استبداد وقهر.. ولا يستوعب عقله أن هناك ألف طريقة أخرى غير ممارسة الاستبداد، وأن الشعب الذى كسر رأس فرعون قبله لن يقبل فرعونًا جديدًا، لأنه يترك لحيته أو يسير خلفه جماعة تبتز المجتمع باسم الدين طوال ٨٤ سنة. ولأنه ديكتاتور تحت التمرين، وفاشل حتى فى الاستبداد، لم يجد المرسى سوى الأوراق المحروقة ليلعب بها.. وأخرج أشباحًا من مكامنها ليصور لنفسه ولجمهوره أنه ضحية مؤامرة. وفى نفس الوقت خرج مرشده كاشفًا عن الوجه المختفى تحت الابتسامة والسماحة.. وقال بكل فجاجة عن الثورة: إنها حرب ضد الإسلام. بهذه العقلية تدير الجماعة مندوبها فى القصر.. و المرسى / المندوب أسير الجماعة وأفكاه وتصوراته عن العالم. لا مجال أمام الرئيس محمد مرسى إلا دفع فرص العنف (الأهلى) إلى مداها الأقصى الذى ينشر اليأس والرعب. وبعد ساعات قليلة من نهاية خطاب «كشف الحساب» بدأت عملية واسعة هدفها «حصار المساحات»، بدءًا بالمقار الحكومية للمؤتمرات (أقيل مديرها يحيى حسين أحد أبطال محاربة فساد بيع الشركات أيام مبارك)، وصولًا إلى الفضائيات (التى استخدم فيها النائب العام ليقرر القبض على مذيع معروف بلغته الشعبوية ويصلح لأن يكون رسالة تحذير إلى الآخرين). يبدو مرسى هنا مستجيبًا لصيحات جمهوره «اغضب»، متخيلًا أنه يواجه «مؤامرة» تهدف إلى إعادة أحمد شفيق إلى الحكم. يشترك فى المؤامرة قضاء (يحكم عبر اللجنة العليا للانتخابات بتزوير الانتخابات) وإعلام (يمهد الأرض لوصول شفيق) ومعارضة تمنح العودة غطاءً سياسيًّا. مرسى يصدّق المؤامرة فعلًا، وقد اتخذ إجراءات انتقامية على كل المستويات، سواء فى القضاء (أحال القاضى الذى حكم ببراءة شفيق إلى التفتيش القضائى ضمن ٢٥ قاضيا اتهموا بتزوير انتخابات عام ٢٠٠٥)، والإعلام (إجراءات لإغلاق القنوات وأوامر قبض على مذيع فى أثناء وجوده على الهواء)، والإدارة الحكومية (تشغيل سلاح البيروقراطية للسيطرة على مساحات المعارضة)، إضافة إلى تفعيل النائب العام قراره القديم: منح الضبطية القضائية للمواطنين فى إلقاء القبض على مثيرى الشغب والبلطجية (وهو قرار يمنح الترخيص للعنف الأهلى ويفتح المساحة بتقنين وضع المجموعات الإخوانية ذات الطابع الميلشياوى). مرسى اختار عدوه، وفصّل مؤامرته وخطط حربه، متحصنًا بشراكته مع العسكر (بالرعاية الأمريكية)، وهذا ما جعله يحضر الأشباح ويستعرض قوته عليهم بينما الثورة فى مكان آخر. نقلاً عن "التحرير"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب المُرسى حرب المُرسى



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon